للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٢٨) - الحديث الخامس عشر]

أخرج مسلم رحمه اللهُ في "كتاب اللعان" (١) حديث حُجَين بن المثنى، عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أنه قال: بلغنا أن أبا هريرة كان يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنحو حديثهم.

قلت: يعني حديثا قبله، وهو حديث ابن عيينة ومعمر وغيرهما، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل من بني فَزَارة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن امرأتي ولدت غلاما أسود ... الحديث.

قلت: وهو حديث متصل في "الصحيحين" من حديث ابن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخرجه مسلم أيضًا وحده من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة متصلا، ثم أردفه بحديث عُقيل الذي ذكرناه، وإنما أورده مسلم هكذا في الشواهد، آخر الباب؛ ليكثر -والله أعلم- بذلك طرق هذا الحديث، ولينبه على مخالفة عُقيل للجماعة الذين رووه عن الزهري، وجودوا إسناده. والله عز وجل أعلم.

والرجل الفزاري المذكور في هذا الحديث، اسمه ضمضم بن قتادة. قاله الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي. والله أعلم.

[(٢٩) - الحديث السادس عشر]

أخرج مسلم رحمهُ اللهُ في "المغازي" (٢) حديث زيد بن سلام، عن أبي سلام الحبشي، قال: قال حذيفة: يا رسول الله، إنا كنا بِشَرّ، فجاء الله بخير، فنحن فيه ... الحديث.

قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: هذا الحديث عندي مرسل، أبو سلام لم يسمع من حذيفة، ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق؛ لأن حذيفة تُوُفي بعد قتل عثمان -رضي الله عنه- بليال، وقد قال فيه: قال: قال حذيفة: فهذا يدل على إرساله.

قلت: وهذا الحديث قد أخرجه مسلم في "صحيحه" متصلا من وجه آخر، من حديث بُسْر بن عبيد الله الحضرمي الشامي، عن أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة، وهو أتم من حديث أبي سلام، وكذلك أخرجه البخاري في "صحيحه" أيضًا، فإن ثبت أن أبا سلام لم يسمع من حذيفة، فقد بينا أن هذا الحديث متصل في "الصحيحين" من حديث أبي إدريس، عن حذيفة -رضي الله عنه-. وبالله التوفيق.


(١) "كتاب اللعان" ٢/ ١١٣٨.
(٢) "كتاب الإمارة" "باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن" ٣/ ١٤٧٦ حديث ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>