للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحاب نافع. وقال يحيى في معين ليحيى بن أكثم: سليمان بن موسى ثقة، وحديثه صحيِح عندنا. وقال ابن حبان في "الثقات": مات سنة (١١٥) من شَرْبَةٍ سُقِيها، وكان فقيهًا ورعًا. وقال دُحَيم: مات سنة (١١٥). وقال خليفة وغير واحد: مات سنة تسع عشرة ومائة.

وقال في "التقريب": صدوق، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل، من الخامسة.

أخرج له مسلم في "المقدمة"، والأربعة. والله تعالى أعلم.

[شرح الأثر]

(عَنْ سُلَيْمَانَ بْن مُوسَى) الأشدق، أنه (قَالَ: لَقِيتُ) بكسر القاف، يقال: لقيته ألقاه، من باب تعب لُقِيّا، والأصل على فُعُول، ولُقًى بالضمّ جمع القصر، ولِقَاءً بالكسر مع المدّ والقصر، وكلّ شيء استَقْبَل شيئًا، أو صادفه، فقد لقيه. قاله الفيّوميّ (١). (طَاوُسًا) أي ابن كيسان اليمانيّ الإمام المشهور، تقدّمت ترجمته برقم ٣/ ١٦. (فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرف اسم فلان. انتهى (٢). (كَيْتَ وَكَيْتَ) هما بفتح التاء وكسرها، لغتان، نقلهما الجوهريّ في "صحاحه" عن أبي عُبيدة (٣). وقال في "القاموس"، و"شرحه": "كيتَ وكيتَ" بالفتح، ويُكسر آخرهما، وهي كناية عن القصّة، أو الأُحدوثة، حكاها سيبويه. قال الليث: تقول العرب: كان من الأمر كيتَ وكيتَ. أي كذا وكذا، والتاء فيهما هاء في الأصل، مثلُ ذَيتَ وذَيْتَ. قال: وقد صرّح ابن القطاع، وابن سِيدَه بأن ذَيتَ وكيتَ مثلّثا الآخر. انتهى باختصار (٤). وقال في "المصباح": قولهم "كيتَ"، و"ذيت" كناية عن الحديث، والأصل "كَيْهَ"، و"ذَيْهَ"، لكنه أُبدل من الهاء تاءٌ، وفُتحت لالتقاء الساكنين، وطلبًا للتخفيف. انتهى (٥).

(قَالَ) طاوس (إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ) يعني الذي حدّثه (مَلِيًّا) يعني ثقةً ضابطًا متقنًا، يُوتق بدينه، ومعرفته، ويُعتمد عليه، كما يُعتمد على معاملة المليء بالمال؛ ثقةً بذمّته. (فَخُذْ عَنْهُ) أي ارو عنه أحاديثه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

قال المصنف رَحِمَهُ اللهُ تعالى بالسند المتصل إليه في أول الكتاب:


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٥٨.
(٢) "تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم" ص ٣٢.
(٣) راجع "الصحاح" ١/ ٢٣٤.
(٤) "تاج العروس" ١/ ٥٨٠.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>