للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسَّبِطِ، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء".

وحدثني القاسم بن زكرياء، حدثنا خالد بن مخلد، حدثني سليمان بن بلال، كلاهما عن ربيعة -يعني ابن أبي عبد الرحمن- عن أنس بن مالك، بمثل حديث مالك ابن أنس، وزاد في حديثهما: كان أَزْهَرَ (١).

رواه البخاريِّ من وجوه، منها: في "صفة النبيّ -صلى الله عليه وسلم -" عن يحيى بن بُكير، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة به، فكأنه سمعه من حيث العدد من مسلم. أخرجه في "الفضائل" (٢).

[الحديث الأربعون]

وبه: حدثنا شيبان بن فَرُّوخ، حدثنا سليمان -يعني ابن المغيرة- قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: حدثني محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك، قال: قَدِمت المدينة، فلقيت عتبان، فقلت: حديث بلغني عنك، قال: أصابني في بصري بعض الشيء، فبعثت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني أحب أن تأتيني، فتصلي في منزلي، فأتخذه مصلى، قال: فأتى النبي صلى -صلى الله عليه وسلم-، ومن شاء الله من أصحابه، فدخل، وهو يصلي في منزلي، وأصحابه يتحدثون بينهم، ثم أسندوا عُظْم ذلك وكبره إلى مالك بن دُخْشُم، قالوا: ودوا أنه دعا عليه فهلك، وودوا أنه أصابه شر، فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أليس يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ " قالوا: إنه يقول ذلك، وما هو في قلبه، قال: "لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فيدخلَ النار" أو "تطعمه". قال أنس: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: اكتبه، فكتبه.

رواه البخاريّ في "الصلاة" عن إسحاق بن إبراهيم، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن الزهريّ، عن أنس به (٣)، فباعتبار العدد إلى أنس بن مالك -رضي الله عنه- كأنه سمعه من مسلم. انتهى. الرسالة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.


(١) كان في النسخة تخليط في الأسانيد، والإصلاح من نسخة "صحيح مسلم".
(٢) رواه مسلم في "الفضائل" رقم (٢٣٤٧) "باب صفة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-".
(٣) هذا يحتاج إلى تحرير، فإن سند البخاريّ من طريق إسحاق بن إبراهيم ليس فيه ذكر لأنس أصلًا، وإنما ذكر أنس عند مسلم، فليُحرّر. انظر رقم الحديث (١١٨٥) فتح الباري ٣/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>