للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكرة والحسن بن علي في سنة واحدة، قال: وقال غيره: مات بعد الحسن سنة إحدى وخمسين. وقال خليفة: مات سنة ثنتين وخمسين، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي، زاد غيره: وكان أوصى بذلك. وقال أبو نعيم: آخى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بيهما. أخرج له الجماعة، وله في "صحيح مسلم" (١٨) حديثًا (١).

وقوله: (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثًا) أي واحدًا، وهو ما أخرجه مسلم في "كتاب الفتن" من "صحيحه"، فقال:

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي ابن حراش، عن أبي بكرة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح، فهما على جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا". (٢).

قال المعلّميّ: أخرجه مسلم، وأشار إليه البخاريّ، أقول: ذكراه في المتابعات. انتهى.

قال الجامع عفا الله تعالى: أشار المعلّميّ بهذا الكلام إلى أن كونه معنعنًا، مع عدم العلم بسماعه منه لا يضرّ؛ لأنه ما أخرجه مسلم، وأشار إليه البخاريّ إلا متابعة، والمتابعة يُغتفر فيها ما لا يُغتفر في الأصول. والله تعالى أعلم بالصواب.

وقوله: (وَقَدْ سَمِعَ رِبْعِيٌّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ) -رضي الله عنه- (وَرَوَى عَنْهُ) أَتَى به تأكيدًا لاحتمال سماع ربعيّ من أبي بكرة -رضي الله عنه-؛ لأنه إذًا سمع من عليّ -رضي الله عنه-، وهو متقدّم الوفاة، فلأن يسمع من عمران، وأبي بكرة، وهما متأخران من باب أولى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

قال المصنّف رَحِمَهُ اللهُ تعالى:

(وَأَسْنَدَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثًا).

إيضاح المعنى الإجماليّ لهذه الفقرة:


(١) وذكر ابن الجوزيّ أنه روى (٢٣٢) حديثًا، اتفقا على ثمانية، وانفرد البخاريّ بخمسة، ومسلم بحديث. والله تعالى أعلم.
(٢) أخرجه البخاري من رواية الأحنف بن قيس عن أبي بكرة في "الإيمان" رقم ٣٠ و"الديات" ٦٣٦٧ و"الفتن" ٦٥٥٦. ومسلم في "الفتن" ٥١٣٩ و ٥١٤٠ و ٥١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>