للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يونس ما كتب شيئًا قط. وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث ثم

يقول أستغفر الله ثلاثًا. وقال هدبة بن خالد: حدثنا أمية

قال: جاءت امرأة يونس بن عبيد بجبة خزّ فقالت له: (اشترها) (١)،

قال: بكم؟ قالت: بخمسمائة. قال: هي خير من ذاك. قالت:

بستمائة. قال: هي خير من ذاك. فلم يزل حتى بلغت ألفًا، وقد

بذلتها له بخمسمائة، وكان يشتري الإبريسم من البصرة فيبعث به إلى

وكيله بالسوس. وقال سعيد بن عامر: ثنا أسماء بن عبيد، سمعت

يونس ابن عبيد يقول: ليس شيء أعز من شيئين: درهم طيب، ورجل

يعمل على سُنَّةِ. وقال عطاء الخفاف: حدثني جعفر بن برقان قال:

بلغني عن يونس بن عبيد فضل وصلاح فكتب إليه: يا أخي، بلغني

عنك فضلٌ وصلاحٌ فأحببت أن أكتب إليك فاكتب إليَ بما أنت عليه.

فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أن أكتب لك بما أنا عليه، فأخبرك أني

عرضت على نفسي أن تحبَّ للناس ما تحب لها، وتكره لهم ما تكره

لها، فإذا هي من ذاك بعيدة، فعرضت عليها ترك ذكرهم إلا من خير

فوجدت صوم الهواجر أيسر عليها، هذا أمري يا أخي والسلام. قال

سعيد بن عامر: بلغني أن يونس بن عبيد قال: إنى لأعد مائة خصلة من

خصال البر ما في منها خصلة واحدة. وقال سلام بن أبي مطيع: ما

كان يونس بأكثرهم صلاة ولا صومًا، ولكن ما حضر حق من حقوق الله

إلا وهو متهيئ له. وعن يونس قال: هان علي أن آخذ ناقصًا وغلبني أن

أعطي راجحًا. وقيل: إنه نظر إلى قدميه عند الموت فبكى وقال: لم

يغبرا في سبيل الله. وقال عبد الملك بن موسى: ما رأيت رجلا قط أكثر

استغفارًا من يونس بن عبيد. وقال حمّاد بن زيد: شكا رجل إلى

يونس وجعًا فقال: إنَّ هذه دارٌ لا توافقك، فالتمس دارًا توافقك.

وقيل: جاء رجل يونس فشكا إليه فاقة فقال له: أيسرك ببصرك هذا مائة

ألف؟ قال: لا. قال: فسمعك الذي تسمع به؟ قال: لا. قال:


(١) في "خ": اشتريها. والمثبت من "الأصل، هـ" وتهذيب الكمال (٣٢/ ٥٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>