للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى هذه الدلالة ففي الآية حجة على من احتج بالآية أن العهد يمين (١)، وقد اختلف أهل العلم في ذلك فذهب الحنفية (٢) والحنابلة (٣) إلى أن العهد يمين، وللمالكية في ذلك قولان: أظهرهما عندهم أن العهد ليس بيمين. (٤)، وذهب الشافعية إلى أنه لا يكون يميناً إلا بالنية (٥).

والأظهر والله أعلم ما ذهب إليه الأحناف والحنابلة أن عهد الله يعتبر يميناً (٦) خلافاً لما حكاه الخطيب، لأن اليمين هي عهد الله على تحقيق شيء أو نفيه، فالوفاء بالعهد عام يدخل تحته اليمين، وهو من باب عطف الخاص على العام، حيث خصَّ الله اليمين بالذكر تنبيهاً على أنه أولى أنواع العهد بوجوب الرعاية. (٧)

قال في المبسوط: (النذر يمين وكفارته كفارة اليمين) وكذلك لو قال: عهد الله علي، فالعهد يمين. قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: ٩١]


(١) وهم الشافعية والمالكية. كما سيأتي بيانه.
(٢) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني (٣/ ٦)، والهداية في شرح بداية المبتدي (٢/ ٣١٩)، والعناية شرح الهداية للبابرتي (٥/ ٧٥)
(٣) ينظر: مسائل الإمام أحمد (٢/ ٤١١)، والفروع لابن مفلح (١٠/ ٤٥٢)، والإنصاف للمرداوي (١١/ ٣١)، والفتاوى لابن تيمية (٥/ ٥٥٢)، والاختيارات الفقهية (١/ ٦٢١)
(٤) ينظر: الذخيرة للقرافي (٤/ ٨)، ومختصر خليل (١/ ٨٢)، حاشية الدسوقي (٢/ ١٢٨)، وحاشية العدوي (٢/ ٣٠)، والثمر الداني للأزهري (١/ ٤٣٠)
(٥) ينظر: الأم (٧/ ٦٥)، والحاوي الكبير للماوردي (١٥/ ٢٧٩)، والمهذب للشيرازي (٣/ ٩٧)
(٦) وممن جعل العهد في هذه الآية يمين: السمرقندي، والسمعاني، والبغوي، وغيرهم ينظر: تفسير القرآن للسمرقندي (٢/ ٢٨٨)، وتفسير السمعاني (٣/ ١٩٧)، ومعالم التنزيل (٣/ ٩٣)
(٧) ينظر: التفسير الكبير للرازي (٢٠/ ٢٦٣)

<<  <   >  >>