للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتكرم، ويكرم، والأصل فيها: نؤكرم وتؤكرم، ويؤكرم ... فحذفوا الهمزة، وإن لم يجتمع فيها همزتان، حملا على: أكرم، ليجري الباب على سنن واحد"١.

وقد يضطر بعض الشعراء إلى استخدام الأصل، الذي لا تتوالى فيه الأمثال، مثل قول ليلى الأخيلية:

تدلت على حص ظماء كأنها ... كرات غلام في كساء مُؤرنب٢

ومثل قول الآخر:

وصاليات ككما يُؤثفين٣

وقول الثالث:

فإنه أهل لأن يُؤَكرما٤


١ الإنصاف لابن الأنباري ١٤٨.
٢ المنصف ١/ ١٩٢ وانظر ديوانها ق٤/ ٢١ ص٥٦.
٣ المنصف ١/ ١٩٢.
٤ المنصف ١/ ٣٧، ١/ ١٩٢ والإنصاف ٧، ٤٨، ٤٦١ وقد نسب العيني هذا الرجز لأبي حيان الفقعسي أو غيره، فقال في شرح الشواهد الكبرى "هامش خزانة الأدب ٤/ ٥٧٨": "قد مر الكلام عليه مستوفي في شواهد النعت، وفي شواهد نوني التوكيد". وهو يقصد بذلك قوله "٤/ ٨٠":
قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعما
وقوله "٤/ ٣٢٩":
يحسبه الجاهل ما لم يعلما ... شيخا على كرسيه معمما
وقد وهم في ذلك العيني، إذ لم يتقدم البيت في القصيدة التي رواها لأبي حيان الفقعسي "٤/ ٨٠". وقد رد عليه البغدادي في "شرح شواهد الشافية" "٤/ ٥٨"، فقال: "وأنشد بعده، وهو الشاهد الثالث والعشرون: فإنه أهل أن يؤكرما، على أنه شاذ، والقياس: يُكرم، بحذف الهمزة. وهذا المقدار أورده الجوهري في صحاحه في مادة "كرم" غير معزو إلى قائله، ولا كتب عليه ابن بري شيئا في أماليه، ولا الصفدي في حاشيته، وهو مشهور في كتب العربية قلما خلا عنه: وقد بالغت في مراجعة المواد والمظان، فلم أجد قائله ولا تتمته. وقال العيني: تقدم الكلام عليه مستوفى في شواهد باب النعت، وفي شواهد نوني التوكيد. وأقول: لم يذكره فيهما أصلا، فضلا عن أن يستوفي الكلام عليه".

<<  <   >  >>