تلك كانت بداية التطور في هذه الظاهرة حينذاك. وقد ظل هذا التطور سائرا على ألسنة العامة، وفي لهجات الخطاب، شيئا فشيئا، حتى كادت صيغة المبني للمجهول الأصلية، تندثر في كثير من اللهجات العربية الحديثة، وينوب عنها في الدلالة عن الجهل بالفاعل، صيغة:"انفعل"، إذا يقول العامة في مصر مثلا:"فلان انضرب علأة سخنة، وعيط لما انفق من العياط"!
وما حدث في هذه اللهجات الحديثة، حدث مثله تماما في اللغة العبرية القديمة، إذ أصبح المبني للمجهول فيها من الثلاثي هو: بـ " تسحب إسكانر] nif al أي تقابل صيغة "انفعل" في العربية، وضاعت منها الصيغة الأصلية للمبني للمجهول كذلك.
أما السبب الثالث من أسباب الشذوذ في اللغة، وهو أن يكون ذلك الشاذ شيئا مستعارا من نظام لغوي مجاور، فقد فطن إليه "ابن جني" حين قال: "وما اجتمعت فيه لغتان أو ثلاث أكثر من أن يحاط به. فإذا ورد شيء من ذلك، كأن يجتمع في لغة رجل واحد لغتان، فقد يجوز أن تكون لغته في