هذا موقف جمهور المسلمين من خير القرون، فما موقف عبد الحسين وفرقته؟
أما موقفهم من غير أهل البيت من الصحابة الكرام، فليس موقف انتقاص فقط كما قال أبو زرعة، وإنما سنجد في كتبهم التي قال عنها عبد الحسين في مراجعات تأتى فيما بعد: بأنها مقدسة، ومتواترة ـ ما يشيب لهوله الولدان. سنجد الطعن والتفسيق، بل التكفير والنفاق.. لمن؟ لخير أمة أخرجت للناس!! وسيأتي هذا مفصلا في موضعه من كتابنا هذا.
وما موقفهم من أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أمهات المؤمنين، وهن أول المراد من أهل البيت، فهن: الصديقة بنت الصديق، عائشة ـ رضي الله عنهما ـ المعلوم منزلتها عند رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ومنزلتها العلمية وما استدركته على الصحابة ... إلخ، غير أنها بنت خير البشر بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما روى متواترا عن على رضي الله تعالى عنه، وعن غيره، وهذه الفرقة ترى أنه أول من اغتصب الخلافة، وموقف أم المؤمنين من أمير المؤمنين على معروف ـ وإن نقل مشوها، ولذلك فهم لا يأخذون شيئا من علمها الذي علمها إياه زوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل يعتبرونها ـ والعياذ بالله ـ كافرة لأنها اشتركت في الحرب ضد الإمام، وهذا واضح فيما سبق من بيان عقيدة الإمامة عندهم.
وأم المؤمنين حفصة لم تسلم من طعن هذه الفرقة، لموقفهم من أمير المؤمنين عمر الفاروق ـ رضي الله عنه: ففي قوله تعالى:
" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا "(١) نرى الطعن في تفسير هذه الفرقة: