للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت، هذا هو الوجه إن شاء الله.

ومثل الأبيات التي قدمناها قول الحماسي (١):

ولا غرو إلا ما يخبر سالم ... بأن بني أستاهها نذروا دمي

ومالي من ذنب إليهم جنيته ... سوى أنني قد قلت يا سرحة اسلمي

نعم فأسلمي ثم اسلمي ثُمت اسلمي ... ثلاث تحيات وإن لم تكلمي

قال التبريزي (٢): «جعل السرحة وهي شجرة كناية عن امرأة فيهم» - قلت وكلام التبريزي هذا أقوى في الدلالة على ما نحن بصدده. هذا ومما هو نص صريح أيضًا في أن السرحة يكنى بها عن المرأة قافية حميد بن ثور الهلالي (٣) التي مر بك منها البيتان اللذان ذكرهما صاحب الخزانة آنفًا «وهل أنا إن عللت نفسي بسرحة إلخ.» ومنها قوله:

سقى السرحة المحلال والأبطح الذي ... به الشري غيث مُدجن وبُروق

بأبطح راب كل عام يُمده ... على الحول عراص الغمام دفوق

عراص الغمام أي الغمام الكثيف المهتز.

فما ذهبت عرضًا ولا فوق طولها ... من السرح إلا عشة وسحوق

أي ليست بعريضة ثم ليست فاحشة الطول، بل لا تطولها إلا السحوق المفرطة الطول والعشة أي الضعيفة القليلة الأغصان. وهذا النعت مع أنه في شجرة كما ترى يشعرك بأن حميدًا يريد إلى نعت فتاته بأنها ممشوقة القوام ممكورة لا مفاضة


(١) من أبيات الحماسة، وهي في ديوان حميد بن ثور، طبعة دار الكتب، ١٩٥١ - ص ١٣٣ - والراجح أنها مجهولة القائل لأن التبريزي في شرحه لا ينسبها إلى قائل بعينه، وقد كان رجلاً محققًا بلا ريب.
(٢) شرح الحماسة، ٣، ١٧٥.
(٣) ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>