وقبله:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بسوء فما أدري لمن أنا قائله
وفي المفضليات كلمة رائية تجري هذا المجرى. وذلك أن عبد يغوث الحارثي لما قال كلمته اليائية:
ألا لا تلوماني كفى للوم ما بيا ... فما لكما في اللوم خير ولا ليا
لام فيها قومه فقال:
جزى الله قومي بالكلاب ملامة ... صريحهم والآخرين المواليا
فانصب من هذه الملامة على سراة قومه، فدافع الحارث بن وعلة الجرمي عن نفسه بالرائية التي أولها:
فدى لكما رجلي أمي وخالتي ... غداة الكلاب إذ تحز الدوابر
نجوت نجاء لا هوادة عنده ... كأني عقاب عند تيمن كاسر
ومن خبيث الهجاء عنزية جبيهاء، فقد أسبغ عليها صفة الناقة الكريمة وقال:
أمولي بني تيم ألست مؤديا ... منيحننا فيما تؤدي المنائح
زعم أن التيمي استعار منه منيحة وهي ههنا عنز وسماها غمرة يشير بذلك إلى كثرة درها.
فإنك إن أديت غمرة لم تزل ... بعلياء عندي ما بغى الربح رابح
لها شعر ضافٍ وجيدٌ مقلص ... وجسم زخاري وضرس مجالح
زخاري كثير اللحم. مجالح أي يجتلح الشجر أي يقشره.
ولو أشليت في ليلة رجبية ... بأرواقها هطل في الماء سافح
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute