للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسلام عليك تترى من اللـ ... ـه وتبقى به لك البأواء

أي الفخر. لاحظت في مواضع أن البوصيري كأنه آخذ بقراءة أبي عمرو رحمه الله. وقد كانت بمصر كثيرة. ومثله كان بالقراءات عالمًا. وتترًى هنا على قراءة أبي عمرو منونة على الأرجح إذ السلام مذكر. أي فسلام عليك متتابعًا. وأبو عمرو ينون في آية {قد أفلح المؤمنون} {ثم أرسلنا رسلنا تترى} أي وترًا أي متتابعين متواترين وصارت الواو تاء وهو مذهب للعرب في القلب وقرأ ابن كثير وهو شيخ أبي عمرو كذلك. وضبط «تترى» في الهمزية المطبوعة التي رجعنا إليها بلا تنوين والسياق بالتنوين أظهر وأقوى عندنا ومن لم ينون حمل تترى على المرات أي سلام عليك مرات تترى أي متتابعات أو متابعة متواترة. وعلى ما مضى عليه أبو عبيدة في تأويل تترى أنها فعل فليس هنا إلا الأخذ بقراءة أبي عمرو والله تعالى أعلم.

وسلام عليك منك فما غيـ ... ـرك منه لك السلام كفاء

وسلام من كل ما خلق اللـ ... ـه لتحيا بذكرك الأملاء

جمع ملأ كجبل وهي من كلمات معلقة الحارث.

وصلاة كالمسك تحمله مني شمال إليك أو نكباء

وأصاب صفة الريح هنا إذ ريح الشمال تحمله من مصر وكذلك النكباء أي التي فيها انحراف.

وثناء قدمت بين يدي نجـ ... ـواي إذ لم يكن لدي ثراء

وهذا الذي قدمه ثراء أي ثراء.

ما أقام الصلاة من عبد اللـ ... ـه وقامت بربها الأشياء

وهذا آخر بيت في الهمزية وقد حرصنا على اتصال أبياتها إلى حيث كان الجدل ومخاصمة أهل الكتاب، ثم اختصرنا واخترنا؛ إذ ذلك يخرج بنا إلى باب من شرح وقد أحسن القيام به غيرنا فمن شاء الاستزادة منه رجع إلى ما جودوه في هذا الباب.

وإحسان البوصيري الذي ينبغي أن ينبه إليه وعليه كثير. وله قصيدة دالية نظمها سنة ٦٥٥ هـ سماها تقديس الحرم من تدنيس الضرم، يذكر فيها نار الحجاز التي

<<  <  ج: ص:  >  >>