كتاب المرشد إلى فهم أشعار العرب

المقالة والقصيدة عند شوقي وحافظ ومن بعد قليلا - الضرب الرابع وهو رومنسية الفقير المفقود - ج: 5 - ص: 603

فهذا سعر سلس وفيه روح رقيق من عاطفة وذكرى. بحر الأبيات ورويها على قرى: «يا من لقلب طويل البث محزون» وفيه من ألفاظها وضرب صياغتها كقوله: «وللصبا بشذاكم لا تداويني» فهذا فيه حذو من قول العدواني» ولا دماؤكم جمعًا ترويني» وكقوله: «مشتت وحبيب لا يواتيني» فهذا فيه من قول العدواني «وأصبح الوأي منها لا يواتيني» وفي القصيدة بعد من أنفاس ابن زيدون في النونية وبعض طريقة لفظها كهذه الأبيات الأخيرة من عند قولة: «من لي بعهد وصال إلخ» وكقوله من بعد:

بجنيك من خده وردًا بنسرين

وفي هذه القصيدة من المدح الجيد قوله:

إني أوتيت من العليا إلى حرم ... قبل الإناخة بالبشرى يحييني

ينتابه الناس أفواجًا كأنهم ... جاءوا لنسك على صهب العثانين

يعني الإبل

ترى الملوك قيامًا عند سدته ... وتنظر ابن سبيل وابن مسكين

ذا يطلب العفو عن عقبي جريرته ... وذا يؤمل فضلاً غير ممنون

نزلت منه إلى جم فواضله ... عبد العزيز ثمال المستميحين

بكسر نون الجمع وهي لغة صحيحة وروى القافية يسيغها ها هنا كما قال ذو الإصبع:

إني أبي أبي ذو محافظة ... وابن أبي أبي من أبيين

ثم يقول ابن عثيمين بعد أبيات:

فدم سليما قرير العين مبتهجًا ... بالآل والحال في عز وتمكين

واشدد عرى الدين والدنيا بمنتجب ... من عنصر السادة الغر الميامين

يعني ابنه الملك سعود وكان آنئذ ولي عهده، رحمهم الله جميعًا:

فرع الأئمة والأذواء من يمن ... أهل القباب المطاعيم المطاعين

غمر الندى نجلك الميمون طائره ... سعود أهل التقى نحس المناوين