للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتنوين دال سعود ونقل حركة الهمزة ولك منع سعود من الصرف وقطع الهمزة والأول أحب إلى وكسر النون الجمع كما ترى

تلتك في خلقك السامي خلائقه ... تلو المصلي المجلي في الميادين

هكذا وأحسبه «يتلو المصلي المجلي» والمعنى المستقيم بهذا ومصدر تلا، تلو بضم التاء، واللام لا بفتح وسكون إلا لمن زعم العموم قياسًا للثلاثي المتعدي كقول ابن مالك

فعل قياس مصدر المعدي ... من ذي ثلاثة كرد ردًا

وفي الذي قدمناه مندوحة عن الضرورة ومخالفة المنقول، هذا ثم ختم بقوله:

ثم الصلاة وتسليم الإله على ... من خص بالخلق المحمود في نون

وآله الغر والأصحاب كلهم ... ما ناح ورق بملتف البساتين

وتأمل بعد هذه الأبيات العينية من حيث رصانة سبكها وزنة حرف الروى والخروج بعده وفحولة النفس:

أهاج له ذكر الحمى ومرابعه ... لجاجة شوق ساعدتها مدامعه

فبات بليل الجيب مضطرم الحشى ... كأن بسفا البهمى فرشن مضاجعه

يمد إلى البرق اليماني طرفه ... لعل الحمى والخبت جيدت مراتعه

منازل خاللت السرور بربعها ... ليالي يدعوني الهوى فأطاوعه

أرب عليها كل محلولك الدجى ... أحم الرجى مستعجمات مطالعه

هذا البيت خاصة قوي الرنة شديد الأسر غيلاني المعدن. الرجى الناحية، عنى أن السحاب المحلولك النواحي سوادًا قد ألح عليها بالهطول، وجعله أحم الرجى لسواده ودوى رعوده كأن ذلك صوت الرحى، وإذا الرعد يحدو المطر والحداء ضرب من الغناء والغناء سليل القريض، فقد نسب إلى الرعد مطالع كما للقصيد مطالع وهن ابتداءات هديره، وجعلهن مطالع مستعجمات، وكأن ها هنا توليدًا خفيًا من قول حميد المشهور:

<<  <  ج: ص:  >  >>