للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم أر مثلي شاقه صوت مثلها ... ولا عربيًا شاقه صوت أعجمًا

وقد مر في صفة الحمامة في الجزء الثالث من المرشد:

إذا ما بكت فيه السحائب جهدها ... ضحكن بنوار النبات أجارعه

وقفت بها والصحب شتى سبيلهم ... عذول ومعذول وآخر سامعه

فكاتمتهم ما بي وبالقلب لوعة ... إذا اضطرمت تنقد منها أضالعه

وهكذا هلم جرًا. والبحر والروي يشعران بمجاراة خفية لحبيب وأبي الطيب معا في كلمتيهما:

هن عوادي يوسف وصواحبه ... فعزما فقدما أدرك النجح طالبه

وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه ... بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه

وكأن عين رويه صدى من عين روى البحتري في:

منى النفس من أسماء لو تستطيعها ... بها وجدها من غادة ولوعها

وقد تعلم أيها القارئ الكريم أصلحك الله كيف سمح المتوكل إذا زعم أن عينها نثير القيء والتهوع في خبر ذكروه وما أحسبه خفي عن ابن عثيمين رحمه الله فقد كان واسع الاطلاع ضليعًا في علم العربية. ومن جيد شعره في المدح والحكمة قوله للملك عبد العزيز رحمهما الله تعالى:

يأيها الملك الميمون طائره ... اسمه هديت مقال الناصح الحدب

اجعل مشيرك في أمر تحاوله ... مهذب الرأي ذا علم وذا أدب

وقدم الشرع ثم السيف إنهما ... قوام ذا الخلق فب بدء وفي عقب

هما الدواء لأقوام إذا صعرت ... خدودهم واستحقوا صولة الغضب

واستعمل العفو عمن لا نصير له ... إلا الإله فذاك العز فاحتسب

واعقد مع الله عزمًا للجهاد فقد ... أوتيت نصرًا عزيزًا فاستقم وثب

وأكرم العلماء العاملين ركن ... بهم رحيمًا تجده خير منقلب

واحذر أناسًا أصاروا العلم مدرجة ... لما يرجون من جاه ومن نشب

هذا وفي علمك المكنون جوهره ... ما كان يغنيك عن تذكير محتسب

<<  <  ج: ص:  >  >>