للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقول الشيخ رفاعة:

وشرح الحال عنه يضيق صدري ... ولا يحصيه طرسي أو مدادي

وضبط القول بالأخبار يزري ... وشر الناس منتشر الجراد

أي هذا قليل من كثير وليس الخبر كالعيان والشر الذي رأيناه كالجراد المنتشر

ولولا البعض من عرب لكانوا ... سوادًا في سواد في سواد

أي سواد وجوه وقلوب وعيون فالعياذ بالله من ذلك. وهذا البعض الذي أشار إليه كثير قديم يرجع زمان أوائله إلى ما قبل الجاهلية والله أعلم

وحسبي فتكها بنصيف صحبي ... كأن وظيفتي لبس الحداد

وسخطته ههنا لا تخفى وتداخل ذلك مع الأسى روح النكتة القاهرية

وقد فارقت أطفالاً صغارًا ... بطنطا دون عودي واعتيادي

افكر فيهم سرًا وجهرًا ... ولا سمري يطيب ولا رقادي

وطالت مدة التغريب عنهم ... ولا غنم لدي سوى الكساد

وهل تجارة أكسد من أن يغادر القاهرة إلى خرطوم ذلك الزمان

وما خلت العزيز يريد ذلي ... ولا يصغي لأخصام لداد

فصرح هنا بما كان يحسه قلبه من أن بعثه للسودان ضرب من النفي ومنبئ عن سخط عليه من الخديوي عزيز مصر أو جفوة «وتلك التي يهتم منها وينصب» كما قال النابغة وفي الأبيات التي ذكر فيها أطفاله وأسرته صدق حنين واسماح أسلوب. وعلى طول القصيدة لم تجده عند العزيز. فعدل إلى الاستغاثة فنظم تخميسًا لقصيدة الشيخ عبد الرحيم البرعي:

خل الغرام لصب دمعه دمه ... حيران توجده الذكرى وتعدمه

وعسى أن يكون توسل بالسيد البدوي حامي طنطا قدس الله سره. فكان ذلك أجدى عليه من:

وما السودان فيه مقام مثلي ... ولا سلماي فيه ولا سعادى

فاستجيب له وعاد رحمه الله إلى مصر.

وفي معجم البلدان لياقوت حيث ذكر بلاد النوبة شبهها ببلاد اليمن وذكر أن في عيش أهلها شدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>