للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في درس جامع أم درمان وصديقًا وشاعرًا موهوبًا مثله مؤثرًا للجزالة شديد الأسر وكان عالمًا ومعلمًا محسنًا متقنًا وجميل الخط أريحي النفس كريم الخلق جوادًا برًا بالأقربين والإخوان نزيهًا محبوبًا عز فقده وقل في الناس نده توفى رحمه الله يوم ١٣ من المحرم سنة ١٤١٠ هـ= ١٥ من أغسطس ١٩٨٩ م.

كتب إلي منذ تسعة عشر عامًا قصيدة من المتقارب إخوانية نونية علائية رنة الروى أثبتها ههنا كما جاءني نصها البديع البارع منه إلى الأخ الفذ حامل لواء الفصحى وصاحب المرشد الدكتور عبد الله الطيب أقدم هذه القافية العسية له ولمن أحبه وعرف قدره.

عطفت فلم ألو عنك الأعنة ... وكم لي من حنة بعد حنة.

وعجت ومن لوعتي مزهر ... له نبرات القوافي المرنة

وهشت لي الدار واستبشرت ... مقاصيرها والرياض المغنة

وإذ جئتها خلتني مذنبًا ... صليت بنار وبدلت جنة

وكائن دلفت إلى ظلة ... لديها وروض أنيق وكنة

وقد وشت الجدر المشرقات ... بنان قريز لدا وهي المفنة

وقد أشربت من ضروب الوفا ... ء حتى غدت وهي أخت وحنة

تبادر ما أوجبته الحقوق ... عليها وتلزم ما العرف سنه

ولم نلق إلا الندى عندها ... وإلا فتى آثر الدهر فنه

أقام على الجد لا ينثني ... ومن قدم جنب اللهو سنه

وشتان ما واهن عزمه ... وذو ثقة واعتزام ومنة

وأتحفنا وهو طلق الجبين ... بما ليس تلفيه إلا لدنه (١)

وعندي لك الود أخلصته ... نقيًا وناهيك ما القلب كنه


(١) بضم الدال وتشديد النون لغة في لدنه بتسكينها كما يجوز تسكين الدال وإعراب النون في غير هذا الموضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>