للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصادي النجوم فإما خبت ... غمست لها أعيني في الدجنة

طليق الجناحين أغشى الوهاد ... وأعلو الذرى قنة بعد قنة

وألقاك في زمر الأولين ... على شارف أو قلوص زفنة (١)

وتختال تحتي ذات البغام ... لها خطرات وللنسع أنة

ونضرب في التيه لا نرعوي ... جموحًا ونصحب في الدو جنة (٢)

أو أني ذو صولة فاتك ... أغير وحولي الطبول المطنة

ودوني من خثعم فيلق ... يغمغم تحت الظبا والأسنة

فذرني والمقرفين الغواة ... أولى الضغن والفتكات المجنة (٣)

عسى الدهر يحسر من كيدهم ... ويفلق هام العبدي الأقنة

فأوجههم كالحات قباح ... وأبدانهم منتنات مصنة

وإنهم مذ أصابوا الحياة ... خساس النفوس ومذ هم أجنة

وأنهم قذر لو دنت ... أكفهم من طعام تسنه

محمد عبد القادر كرف

العاشر من ذي الحجة ١٣٩١ هـ

السادس والعشرين من يناير ١٩٧٢ م

هذا والعلامات المشروح عليها الهامش من صنع مؤلف هذا الكتاب

وجلي واضح ما في هذه القصيدة من برهان واضح على ما أوتى صاحبها من الفصاحة وقوة الشاعرية وسحر البيان. قوله: «وقد وشت الجدر المشرقات» يمدح به لوحات رسم السيدة قريزلدا زوج المؤلف، وقوله: «ودوني من خثعم فيلق» يشير به إلى أصول نسبه في شرق السودان بأقطار جبال البحر الأحمر وسواكن وما بين شاطئ البحر الأحمر الغربي والشرقي من شوابك الأرحام والنسب نبه عليه من قبل الرحالة ابن بطوطة في صفة رحلته إذ زار ذلك الإقليم في المائة التاسعة. وصفة الشنفري التي وصف بها نفسه فيها شبه شديد بما عليه مظهر فتيان البجاة أخل الحروب، قال:

ويوم من الشعري يذوب لوابه ... أفاعيه في رمضائه تتململ

نصبت له وجهي ولا كن دونه ... ولا ستر إلا الأتحمى المرعبل

وضاف إذا هبت له الريح طيرت ... لبائد من أعطافه ما ترجل

بعيد بمس الدهن والفلى عهده ... له عبس عاف من الغسل محول

هذا وكنت وعدت نفسي أن أجيب الأستاذ كرفا رحمه الله بكلمة على روى كلمته ووزنها. أردت شيئًا شبيهًا بما صنعه أبو العلاء حين وافته قصيدة لأحد معاصريه من الشرفاء أهداها إليه مطلعها:


(١) الشارف من الإبل كبيرة والقلوص شابة.
(٢) الدو: الصحراء.
(٣) المجنة بضم الميم وفتح الجيم أي الخفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>