للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكتبه مثل خط ابن مقلـ ... ـة تشرق أسطار نسخ ضمنه

وللنحو عندك إتقانه ... إذا ما البديهيات فيه امتحنه

وتحفظ آي الكتاب الحكيم .. وفيك مع الحفظ تجويدهنه

وفقه المشايخ أحرزته ... وتلك المتون تدبرتهنه (٣)

ومع عزة النفس فيك القناعـ ... ـة إن القناعة كنز وجنة

وذاك بلا كلفة منك تأتيـ ... ـه إن التكلف لا أحمدنه (٤)

ومن تخذ الكبر سمتا فرب ... عزيز بكبر خطوب أهنه

وكنت امرأ صدره قد حوى الـ ... ـعلوم وحاز من الشعر فنه

وصنو التجاني ديباجة ... معا لكما القول مرخى الأعنة

وشرفتما قومنا بالبيا ... ن الذي ليس فيه عيوب يشنه

وخلدتما معهدًا سوحه ... بذكر كما خالد ذكرهنه (٥)

وهبت الفصاحة ثم البديـ ... ـع أبياته الغر حبرتهنه

وأغراض شعر الزمان الحديث ... تناولتها بضرب رصنه (٦)

أسيت لفقدك كنت امرأ ... صحيح المودة ما فيه ظنة

وكم من سجية بر له ... وكم من عطاء له لم يمنه

وقد ذقت في دارك الطيبات ... وشاهدت من فضلك الجم قنة (٧)

وألفيت فيك الأديب اللبيـ ... ـب الذي ليس كالضعفاء الأظنة (٦)

ومن قلبك فيه ضوء البصير ... ة ذرهم قلوبهم في أكنة

عرفتك في عنفوان الشباب ... ب والضاد عندي علق المضنة

إذا الحرب نيرانها مشعلات ... وهتلر غاراته شنهنه

وإذا وضعت حرب أهل الصليـ ... ـب أوزارها المشرعات الأسنة (٩)

وأعجبني منك حب الأصيل ... وعبك من منطق العرب دنه

كأن العنطنطة العنس بالد ... وتحتك بارت زفوفًا زفنة (١٠)


(٣) أي متون العلوم كألفية ابن مالك ومختصر خليل والشاطبية وجوهرة التوحيد والخريدة.
(٤) أي لا أحمدنه والنون للتوكيد قال تعالى: {واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً} أي لا تصيبهم
(٥) هو المعهد العلمي بأم درمان ومنه تخرج الأستاذ كرف وفيه درس الأستاذ التجاني يوسف بشير رحمهما الله تعالى. ولدًا كلاهما في سنة ١٩١٢ وتوفي التجاني سنة ١٩٣٧ م.
(٦) أي بأنواع ذات رصانة وإلها للسكت.
(٧) قنة أي ذروة وقمة عالمية.
(٨) الأظنة جمع الظنين أي المتهم.
(٩) كان ذلك سنة ١٩٤٥ م لما استسلمت ألمانيا بلا قيد ولا شرط.
(١٠) العنطنطة من غريب الحديث أي الناقة الشابة الجيدة وتوصف المرأة الشابة كذلك، العنس القوية. والدو الصحراء. الزفوف الناقة التي تتبختر في مشيها وكذلك الزفنة وزفوف من كلمات معلقة الحارث اليشكري.

<<  <  ج: ص:  >  >>