للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا التفسير مضطرب. ورواية البكري للبيت في معجم ما استعجم توضح معناه وهي:

هو المنزل الآلاف من جو ناعطٍ ... بني أسدٍ قفا من الحزن أوعرا

أي هو الذي جاء بالآلاف من كندة واليمن من جو ناعط، يا بني أسد، فأنزلهم في أرض الحزن ذات القفاف، ليغزوكم بهم. والحزن في ديار تميم، وتميم كانوا من أحلاف امرئ القيس، وذلك قوله:

تميم بن مر وأشياعها ... وكندة حولي جميعًا صبر

وناعط: جبل باليمن. والجو: الوادي. والقف: الصلب من الأرض.

ثم قال امرؤ القيس بعد هذا:

ولو شاء كان الغزو من أرض حمير ... ولكنه عمدًا إلى الروم أنفرا

فهذا يفسر ذلك- عنى أنه لم يترك الاستنصار بقومه من اليمن لتخاذلهم عنه، فقد غزا بهم من قبل، وإنما تعمد أن يستنفر الروم ليردع بذلك العرم ويكون له حديث باقٍ بينهم.

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا

فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا

وإني زعيمٌ إن رجعت مملكا ... بسير ترى منه الفرانق أزورا (١)

على لا حبٍ لا يُهتدى بمناره ... إذا سافه العود النباطئ جرجرا (٢)

والرواية المشهورة (الديافي) وجرسها أجود. وهذا البيت مما يعجب أهل


(١) الفرانق: الأسد.
(٢) اللاحب: الطريق المستقيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>