للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي بعد.

نظرت إليها والنجوم كأنها ... مصابيح رُهبان تُشب لقفال

سموت إليها بعد أن نام أهلها ... سمو جباب الماء حالاً على حال

فقالت سباك الله إنك فاضحي ... ألست ترى السمار والناس أحوالي

فقلت يمين الله أبرح قاعدًا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صال

فلما تنازعنا الحديث وأسهلت ... هصرت بغصن ذي شماريخ ميال

وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ... ورضت فذلت صعبة أي إذلال

فأصبحت معشوقًا وأصبح بعلها ... عليه القتام سيئ الظن والبال

يغط غطيط البكر شد خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال

أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وليس بذي رمح فيطعنني به ... وليس بذي سقف وليس بنبال

أيقتلني أني شغفت فؤادها ... كما شغف المهنوءة الرجل الطالي (١)

وهذا تشبيه بليغ للغاية.

وقد علمت سلمى وإن كان بعلها ... بأن الفتى يهذي وليس بفعال

وماذا عليه أن ذكرت أوانسا ... كغزلان رمل في محاريب أقيال (٢)

وأحسبه أراد في هذا البيت تشبيه الحسان بالصور التي على المحاريب، وهذا أجود عندي من تشبيههن بالغزلان الحية.


(١) المهنوءة: الناقة الجرباء يوضع الهناء، وهو القطران، على مواضع الألم منها فتجد لذلك لذة، وتبغم له بغامًا.
(٢) الأقيال: الملوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>