للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يخل من أسمائه عود منيرٍ ... ولم يخل دينار ولم يخل درهم

ضروب وما بين الحسامين ضيق ... بصير وما بين الشجاعين مظلم

تباري نجوم القذف في كل ليلة ... نجوم له منهن ورد وأدهم (١)

يطأن من الأبطال من لا حملنه ... ومن قصد المران ما لا يقوم (٢)

فهن مع السيدان في البر عسل ... وهن مع النينان في الماء عوم (٣)

وهن مع الغزلان في الواد كمن ... وهن مع العقبان في النيق حوم (٤)

إذا جلب الناس الوشيج فإنه ... بهن وفي لباتهن يحطم (٥)

بغرته في الجرب والسلم والحجا ... وبذل اللها والحمد والمجد معلم (٦)

يقر له، بالفضل من لا يوده ... ويقضي له، بالسعد من لا ينجم

أجار على الأيام حتى ظننته ... تطالبه بالرد عاد وجرهم (٧)


(١) قوله تبارى نجوم القذف، يعني آن له خيلا منها الوردي اللون، والأدهم اللون، هذه الخيل مثل نجوم القذف، لسرعتها وفتكها بالمجرمين، وهي كأنها تباري النجوم القاذفة للأفاعيل التي تفعلها بأعداء الله.
(٢) قوله: لا حملته: أي يحملنه على نحو قوله تعالى: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [البلد: ١١]. والمران: الرماح، وقصده بكسر القاف وفتح الصاد ما تقصد وتكسر منه وهي جمع قصدة: بكسر القاف، وهي القطعة المكسورة. أي هذه الخيل تطأ الأبطال والقنا المتكسر.
(٣) السيدان: الذئاب. وعسل: جمع عاسل، والعسلان: هو مشية الذئب. والنينان جمع نون، والنون: هو الحوت.
(٤) النيق: هو الجزء الناتئ في أعلى الجبل.
(٥) الوشيج: الرماح. واللبات: ما بين النحر والصدر. يقول: إذا جلب الناس الرماح، فإنها تكسر بهن بأن يطأن عليها بعد مقتل العدا الذين يطاعنون بها. وكذلك فإنها تحطم في لباتهن لأنهن يلقين الرماح قدمًا.
(٦) المعلم بكسر اللام: هو الذي يتخذ علامة في الحرب ليعرف مكانه. يقول سيف الدولة: واضح بكرمه وبحدته ومروءته، وثناء الناس عليه. هذه هي علاماته. واللهاء: العطايا، واحدتها لهوة، وأصلها من لهوة العجين، وهذه الكلمة مستعملة في السودان.
(٧) أجار على الأيام: أي أجار على صرف الأيام. ولو كانت عاد وجرهم سمعتا به لطالبتاه بأن يردهما لتأمنا صرف الليالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>