عن عدد الدعوة مسبب عن جهل بعددها؛ والجهل به مسبب عن كثرته عادة؛ وكثرته مسببه عن الإبطاء؛ فأطلق اسم المسبب وأريد السبب.
كما أن الاستفهام عن زمان النصر مسبب عن الجهل به، والجهل به مسبب عن استبعاده عادة، واستبعاده مسبب عن استبطائه.
ومنه قوله البهاء زهير:
أمولاي إني في هواك معذب ... وحتام أبقى في العذاب وأمكث؟
٢ - التعجب: ودلالتها عليه من إطلاق اسم الملزوم وإرادة اللازم على سبيل المجاز المرسل؛ وذلك كما في قول الله تعالى -حكاية عن سليمان عليه السلام-: {مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ}[النمل: ٢٠] فالسؤال عن حال النفس يستلزم الجهل بالسبب في عدم رؤيته للهدهد؛ والجهل بالسبب في عدم رؤيته للهدهد يستلزم التعجب؛ فهو مجاز مرسل من استعمال اسم الملزوم؛ وهو صيغة الاستفهام في اللازم وهو: التعجب.
٣ - التنبيه على ضلال المخاطب: ودلالتها عليه من إطلاق اسم الملزوم -أيضًا- وإرادة اللازم -على سبيل المجاز المرسل؛ وذلك كما في قوله تعالى:{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}[التكوير: ٢٦] فالاستفهام عن الطريق في الآية يستلزم تنبيه المخاطب إليه؛ وتنبيه المخاطب يستلزم تنبيهه على ضلاله في غفلته عن ذلك الطريق، وسلوكه طريقًا واضحة الضلال.
٤ - الوعيد: ودلالتها عليه من إطلاق اسم الملزوم وإرادة اللازم -أيضًا- على سبيل المجاز المرسل، وذلك كما في قولك لمن يسئ الأدب:(ألم أؤدب فلانً؟ ) -إذا كان عالمًا بذلك- فالاستفهام في المثال ينبه المخاطب إلى جزاء إساءة الأدب وهذا يستلزم وعيده؛ لاتصافه بها؛ ومنه قول الله تعالى:{أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ}[المرسلات: ١٦].
٥ - الأمر: ودلالتها عليه من باب الإطلاق والتقييد على سبيل المجاز المرسل لأن الاستفهام هو: طلب الإقرار بالجواب مع سبق جهل المستفهم؛ فاستعمل في مطلق