للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مالك بن دينار:

"بَلَغَنَا أَنّهُ يُقَالُ لِلعَابِدِ: ادْخُلِ الجَنَّةَ، وَيُقَالُ لِلْعَالِمِ: قِفْ فَاشْفَعْ".

وقد روي هذا مرفوعًا من حديث أبي هريرة (١) بإسناد ضعيف جدًّا.

وللعلماء الكلام في الموقف إذا اشتبهت الأمور على الناس؛ فإذا ظن أهل الموقف أنّهم لم يلبثوا في قبورهم إلا ساعة؛ بَيّن أهل العِلْم أن الأمر على خلاف ذلك كما قال تعالى:

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} الآية (٢).

والعلماء يخبرون يوم القيامة بخزي المشركين كما قال تعالى:

{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} (٣).

وقد روي في حديث مرفوع: "إِنَّ النَّاسَ يَحْتَاجُونَ فِي الجَنّةِ إِلَى العُلَمَاءِ كَمَا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ في الدُّنيا، إِذَا اسْتَدْعَى الرَّبُّ أَهْلَ الجَنَّةِ لِزِيَارَتِهِ وَقَالَ لَهُمْ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ فَيَلْتَفِتُونَ إِلَى العُلَمَاءِ مِنْهُمْ، فَيَقُولُونَ: سَلُوهُ رُؤْيَتِهِ؛ فَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْظَمُ مِنْهَا" (٤).

وهذا كله يبين أن لا درجة بعد النبوة أفضل من درجة العلماء.


(١) أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٦٨) من حديث أنس، وأخرجه أيضاً (٦٩) من حديث ابن عباس.
(٢) الروم: ٥٥ - ٥٦.
(٣) النحل: ٢٧.
(٤) ذكره الذهبي في "الميزان" (٦/ ٢٢ - علمية) عن جابر مرفوعًا بنحوه، وقال: وهذا موضوع.

<<  <   >  >>