للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

والمرءُ ما عاش فى الدُّنْيَا له أملٌ ... إذا انقضى سفرٌ منها أتى سَفَرُ

لها حلاوةُ عيشٍ غيرُ دائمةٍ ... وفي العواقبِ منها المُرُّ والصَّبرُ

إذا انقضت زمرٌ آجالُها نزلتْ ... عَلَى منازلها من بعدِها زُمَرُ

وليس يزجرُكم ما توعظون به ... والبُهم يزجرُها الراعي فتنزجر

أصبحتم جُزُرًا للموت يقبضكم ... كما البهائمُ في الدُّنْيَا لها جزُرُ

لا تبطروا واهجروا الدُّنْيَا فإن لها ... غبًّا وخيمًا وكفرُ النعمةِ البَطرُ

ثم اقتدوا بالألى كانوا لكُمْ غررًا ... وليس من أمةٍ إلا لها غُرَرُ

حتى تكونوا عَلَى منهاجِ أوّلكُمْ ... وتصبروا عن هوى الدُّنْيَا كما صبروا

ما لي أرى الناس والدنيا مُوَلّيةٌ ... وكل حبل عليها سوف يَنبَتِرُ

لا يشعرون بما في دينهم نقصوا ... جهلاً وإن نقصت دُنياهُمُ شعروا

***

<<  <