للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غيره:

كم أحمل في هواك ذلا وعنا ... كم أصبر فيك تحت سقم وضنا

لا تطردنّي فليس عنك غنى ... خذ روحي إن أردت الثمنا

من أجل هواكم هويت العشقا ... قلبي كلف ودمعتي ما ترقا

في حبكم يهون ما قد ألقى ... ما يسعد بالنعيم من لا يشقى

كانت مصائب الدُّنْيَا عندهم نعمًا، حتى قال بعضهم: ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة.

ومن الإسرائيليات: إذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت عقوبته، وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبًا بشعار الصالحين.

وقال بعض السَّلف: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمد الله إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمد الله إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.

انتظار الفرج بالصبر عبادة، فإن البلاء لا يدوم:

اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم بأن الضر غير مؤبد

واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نُوَبٌ تنوب اليوم تكشف في غد

إذا غُمِسَ أعظم الناس بلاء في الدُّنْيَا في نعيم الجنة غمسة، قِيلَ لَهُ: هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك بؤس قط؟ قال: لا يا رب (١).

يا نفس ما هي إلا صبر أيام ... كأن مدتها أضغاث أحلام

يا نفس جوزي عن الدُّنْيَا مبادرة ... وخل عنها فإن العيش قدام

قال غيره:

وما هي إلا ساعة ثم تنقضي ... ويذهب هذا كله ويزول


(١) يشير المصنف لما أخرجه مسلم (٢٨٠٧) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

<<  <   >  >>