للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

إخواني! مجالسُ الذكر شراب المحبين، وترياق المذنبين {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة: ٦٠]، مجالس الذكر مآتم الأحزان، فهذا يبكي لذنوبه، وهذا يندب لعيوبه وهذا يتأسف عَلَى فوات مطلوبه، وهذا يتلهف لإعراض محبوبه، وهذا ييوح بوجده، وهذا ينوح عَلَى (فقده) (*).

ما أذكر عيشنا الَّذِي قد سلفا ... إلا وجف القلبُ وكم قد وجفا

واهًا لزماننا الَّذِي كان صفا ... وا أسفًا وهل يَرُدُّ فائتًا واأسفا

يا ليتنا بزمزم والحجر ... (يا حيرتنا) (**) قُبيل يوم النَّفر

هل يرجع صفو ما مضى من عمري ... أدري ما كان ليتني لا أدري

كأني أرى الخلع خُلعت عَلَى المقبولين، كأني أرى الملائكة تصافح التائبين، تعالوا نبكي عَلَى المطردوين:

ما زالت دهرًا (للقلى) ( ... ) متعرضا ... ولطالما قد كنت عنا معرضا

جانبتنا دهرًا فلما لم تجد ... عوضًا سوانا صرت تبكي ما مضى

لو كنت لازمت الوقوف ببابنا ... للبست من إحساننا خلع الرضا

لكن تركت حقوقنا وهجرتنا ... فلذاك ضاق عليك متسع الفضا

تم الكتاب بحمد الله

وحسن توفيقه وصلى الله عَلَى سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

...


(*) بعده: "نسخة".
(**) ترى حيرتنا: "نسخة".
( ... ) للرضا: "نسخة".

<<  <