للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

الْفَائِدَة الأُولَى: وجوبُ الدعوةِ إلى توحيدِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ؛ لقولِهِ: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ}، وتقديمُ المعمولِ يدلُّ على الإهتمامِ به.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّه يَجِبُ عَلَى المرءِ أن يستقيمَ كما أُمِرَ؛ فلا يُحْدِثُ في دينِ اللهِ ما ليس منه؛ لقولِهِ: {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنه يجوزُ توجيهُ الأمرِ لمن كان متصفًا به من قبلُ، من أجْلِ الثباتِ عَلَيْهِ؛ لقولِهِ: {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}؛ لأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استقام كما أُمِرَ من حين ما أُرْسِلَ، بل من حين ما بُعِثَ؛ لكن المرادَ بذلك الثبوتُ على هذا الشيءِ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ النَّبي - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - عبْدٌ مأمورٌ، يُوجَّهُ إليه الأمرُ، وليس له من الأمرِ شيءٌ، كما قال اللهُ تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: ١٢٨]، وهنا قال: {كَمَا أُمِرْتَ}.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: الرَّدُّ على أولئك القومِ الذين يدَّعون أنَّ للنبيِّ - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - تصرُّفًا في الكونِ، وتدبيرًا له، ومن بابِ أَوْلَى، أن يكونَ فيها رَدٌّ على القائلين بأنَّ من دون الرسولِ -عَلَيْهِ الصلاة والسلام - له تَصَرُّفٌ في الكونِ؛ كقولِ الرَّافضةِ وبعضِ الصوفيَّةِ الذين يَدَّعونَ أنَّ من أئمَّتِهم من يَتَصَرَّفُ في الكونِ، وأولئك الصوفيَّةُ يَدَّعُونَ أن من أقطابِهِم من يتصرَّفُ في الكونِ، فهؤلاء - لا شكَّ - ضالُّونَ مُشْرِكُونَ باللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: النهيُ عن اتِّباعِ الهَوَى؛ لقولِهِ تعالى: {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}.

فإن قال قائلٌ: هل اتباعُ الهوى محمودٌ أو مذمومٌ؟

<<  <   >  >>