والعجيب أنَّ بعض المعاصرين، كالشيخ عبد الله بن زيد آل محمود القطري ردَّ هذا الحديث وأمثاله، بل جعله من الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! إذ أورده في كتابه: "لا مهدي يُنتظر بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- خير البشر" - تحت فصل بعنوان: (التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي المنتظر)، فقال بعد أن أورد الحديث من رواية أبي داود وابن ماجه ما نصُّه: "فالجواب أنْ نقول: إنَّ عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وأُمَّ سلمة، وأبا سعيد الخدري، وابن مسعود، وسائر الصحابة كلُّهم إنْ شاء الله منزَّهون عن الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما حدث وضع أمثال هذه الأحاديث وصياغتها من الغلاة الزنادقة! ... ". ثم ساق كلام العقيلي، والبخاري، وعقَّب بقوله: "فهذا الحديث مما قلنا إنه صريح في ذكر المهدي، لكنه ليس بصحيح لا في سنده ولا في متنه، ولم يُحفظ عن رسول الله اسم العِتْرة -وهم أقارب الشخص-، ولا اسم المهدي! ! ". انظر كتاب: "الشِّيعة. المهدي. الدُّروز - تاريخ ووثائق" للدكتور عبد المنعم النمر (ص ٢٢٧)؛ فقد نقل الفصلَ بتمامه من كتاب الشيخ آل محمود متابعًا له في كلِّ ما قال. وهذا الكلام فيه من المغالطات ما فيها وقد انبرى فضيلة العلَّامة الشيخ عبد المحسن العبَّاد -أجزل الله مثوبته- للردِّ على كتاب الشيخ آل محمود وإبطاله في كتاب سمَّاه: "الرَّدْ على من كذَّب بالأحاديث الصَّحيحة الواردة في المهدي"، وله أيضًا: "عقيدة أهل السُّنَّة والأثر في المهدي المنتظر". (١) عزاه له صاحب كتاب: "عقد الدُّرر في أخبار المنتظر" برقم (٢٨). • وابن المُنَادي - بضم الميم، وفتح النون، وفي آخرها دال مهملة -نسبةً إلى من ينادي على الأشياء التي تُباع، والأشياء المفقودة التي يطلبها أربابها- أحمد بن جعفر، المعروف بـ (ابن المنادي). ولِدَ سنة (٢٥٧ هـ)، وسمع محمد بن إسحاق الصنعاني، وأبا داود صاحب السُّنن. وروى عنه ابن حيويه، وزكريا بن يحيى المرُّوزي. من أشهر مؤلَّفاته كتاب "الملاحم" لا زال مخطوطًا. مات سنة (٣٣٦ هـ). "النبلاء" (١٥/ ٣٦١)، و "غاية النهاية" (١/ ٤٤). (٢) إسنادُهُ حسنٌ بشواهده. انظر الذي قبله. =