للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"المَهْديُّ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ" (١).


(١) إسنادُهُ صحيحٌ رجالُهُ ثقات، إلَّا ياسين العِجْلِي وقد تُوبِعَ.
جميع كتب الرِّجال التي ترجمتْ له -فيما اطَّلَعْتُ عليه- تنقل عن البخاريِّ أنه قال في ياسين العِجْلِي: "فيه نظر"، ولم أجده في "التاريخ الكبير" له، فلقد ترجم له في (٨/ ٤٢٩) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وإنما عبارة البخاري في ترجمة إبراهيم بن محمد بن الحنفية (١/ ٣١٧): " ... وفي إسناده نظر". وقال فيه ابن معين: ليس به بأس. وقال مرَّةً: صالح. وقال أبو زرعة: لا بأس به، واعتمده الحافظ في "التقريب" (ص ١٠٤٧) قولًا له.
ومن أجل ياسين أعلَّه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المتناهية" (٢/ ٨٦١) وذكر فيه جَرْحَ البخاري، وعَدَلَ عن كلام غيره، فلم يُصِبْ.
• ومن الجدير بالذكر: أن الحافظ ابن حجر أشار في "التهذيب" (٣/ ٣٧٧) أن بعض الحفَّاظ المتأخِّرين أخطأ في ياسين العِجْلِي، وجمله ياسين بن معاذ الزَّيَّات فضعَّف هذا الحديث به فلم يصنع شيئًا. اهـ كلام الحافظ. ومن المعلوم أن الزَّيَّات شديد الضَّعف، قال البخاري في "الكبير" (٨/ ٤٢٩): "يتكلَّمون فيه، منكر الحديث"؛ فالإسناد حسنٌ.
قلتُ: وياسين العِجْلِي مُتَابَعٌ على روايته، فقد تابعه سالم بن أبي حَفصَة كما سبق في رواية أبي نُعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ١٧٠)، وهو -أعني سالم بن أبي حفصة- صدوق كما في "التقريب" (ص ٣٥٩)، وقد وثَّقه ابن معين، والعِجْلِي. وقال ابن عدي: أحاديثه أرجو أنه لا بأس بها. "التهذيب" (٣/ ٣٧٧)، و"الكامل" (٧/ ٢٦٤٣).
وضعَّفه جماعة، منهم الجوزجاني في "أحوال الرِّجال" رقم (٣٨)، والعقيلي في "الضعفاء"، (٢/ ١٥٢)، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٣٤٣). ولعلَّه بهذه المتابعة يكون الحديث صحيحًا كما قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٥/ ٤٨٦) وقد صحَّحه أحمد شاكر (٢/ ٥٨).
وإبراهيم بن محمد بن الحنفية، وثقه العِجْلِي كما في "الثقات" له (ص ٥٣)) وابن حبان في "ثقاته" (٦/ ٤). قال في "التقريب" (ص ١١٥)؛ "صدوق". أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجه.
• شرح الغريب:
معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يصلحه الله في ليلة": أي يتوب عليه، ويُوفِّقه، ويُفهِّمه، ويُرشده بعد أن لم يكن كذلك؛ قاله الحافظ ابن كثير في "النهاية في الفتن والملاحم" (ص ٢٦).
والعجيب أن أبا عبية -وهو ممَّن يُنْكر خروج المهدي- علَّق على كلام ابن كثير السابق في الطبعة التي حقَّقها بقوله: "والعجب أن يكون المهديّ بعيدًا عن التوفيق والفهم والرشد، ثم تهبط عليه هذه المعاني فجأة في ليلة؛ ليكون في صبيحتها داعيةً ومُنْقِذَ أُمَّة! ! ". وفد ناقشه وردَّ عليه الشيخ حمود التويجري -رحمه الله تعالى- في "إتحاف الجماعة" (٢/ ٢٧٦). وله رسالة أخرى سمَّاها: "إقامة الرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدَّجَّال ونزول المسيح في آخر الزمان" طُبعت سنة (١٤٠٥)، ردَّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>