(١) في "الأوسط" (١/ ٩٧) - رقم (١٥٧). (٢) إسنادُهُ ضعيفٌ. أخرجه من طريق أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان، عن محمد بن سفيان الحضرمي عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر، عن عمر بن علي، عن أيه علي بن أبي طالب مرفوعًا. وتمام لفظه! "وبنا يُسْتنقَذُون من الشِّرك، وبنا يُؤلِّف الله بين قلوبهم بعد عداوةٍ بيِّنةٍ، كما ألَّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك". قال عليٌّ: أمؤمنون أم كافرون؟ فقال: "مفتون وكافر". قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي زرعة عمرو بن جابر إلَّا ابن لهيعة، تفرَّد به محمد بن سفيان". قلتُ: شيخ الطبراني، ومحمد بن سفيان لم أجد لهما ترجمة. وابن لهيعة الكلام فيه فاشٍ جرْحًا وتعديلًا، والعملُ على تضعيف حديثه، كما قال البرهان الحلبي في "الكشف الحثيث" (ص ١٦٠). ولكن علَّة هذا الإسناد هو: (عمرو بن جابر، أبو زرعة المصري الحضرمي) أخرج له الترمذي وابن ماجه. قال الأزدي: كذَّاب! وقال الإِمام أحمد: بلغني أنه كان يكذب. وقال أيضًا: يروي أحاديث مناكير عن ابن لهيعة عنه. وقال النسائي والسعدي: ليس ثقة. وقال الجوزجاني: غير ثقة على حُمْق وجهل. وقال ابن حبانْ لا يُحتجُّ بخبره ولا الرواية عنه إلَّا على وجه التَّعجُّب. وجعله ابن عدي في جملة الضعفاء. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك. وقال الذهبي: هالك. وقال الهيثمي كذَّاب! وقال الحافظ؛ ضعيف شيعي. انظر: "الجرح والتعديل" (٦/ ٢٢٤)، و"بحر الدَّم" رقم (٧٥٥)، و "أحوال الرِّجال" رقم (٢٧٦)، و"ضعفاء النسائي" رقم (٨٠)، و"المجروحين" (٢/ ٦٨)، و"مختصر الكامل" رقم (١٢٨٠)، و"ضعفاء الدَّارقطني" رقم (٣٨٦)، و"الميزان" (٥/ ٣٠٣)، و"مجمع الزوائد" (٧/ ٣١٨)، و"التقريب" (ص ٧٣١). ومع هذا فقد حسَّن حالَه بعضُ العلماء: قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ٢٢٣): عنده نحو عشرين حديثًا، وهو صالح الحديث. وقال العِجْلِي: ثقة، وكان يغلو في التَّشيُّع. "تاريخ الثقات" (ص ٣٦٢). وذكره يعقوب بن سفيان في جملة ثقات التابعين من أهل مصر. "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٤٩٧). والخلاصة؛ أن الرَّجل ليس كذَّابًا، وإنما ضعيفُ الحديث، وعليه فالإسناد ضعيف، مع ما سبق من جهالة شيخ الطبراني، وابن سفيان؛ والله أعلم. • وللحديث طريق آخر عن عليٍّ رضي الله عنه أيضًا: أخرجه نُعيم بن حمَّاد في "الفتن" (١/ ٣٧٠) - رقم (١٠٨٩) من طريق الوليد، عن علي بن حَوْشب، =