للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن المعلوم أن تحديد هذا العدد أمرٌ اجتهادي، لا ينضبط، بأمر واضح. إلا أن غالب هذه الأسانيد مما يُتَّفق في الجملة على أنها من أشهر أسانيد كتب الحديث المشهورة.

وأعرضَّت عن الأسانيد المشهورة التي تدور على تابعي عن صحابي، لكثرتها، ولأن حفظها ليس بالأمر الصَّعب عادةً، فإذا كثرت الرُّواة عن هذا التابعي، فإنِّني أذكر أكثرهم رواية عنه لذلك السَّند، ليكون كالدَّليل على بقية الرِّوايات.

وجعلت الأسانيدَ الثُّلاثيَّةَ أصلاً لهذا الكتاب، والرُّباعيَّ تابعاً لها، فذِكر الرُّباعيِّ يغني عن الثُّلاثي بطريق الأولى.

مثال ذلك: رواية وَكِيع عن هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة، إسناد رباعي يدخل فيه من باب الأولى هذا الإسناد: هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة، بجميع طرقه عن هشام، وكذا رواية عروة عن عائشة، بجميع طرقه عن عروة.

فيُكتفى بالرُّباعيِّ عن الثُّلاثيِّ لأنه يحويه ويزيد عليه فائدة التَّخصيص، فكلُّ سند رباعيٍّ هو ثلاثيٌّ في الأصل لا العكس.

وقسمت هذه الأسانيد قسمين: -

١. قسم مشهور جداً، تدور عليه أكثر أسانيد الأحاديث، يكون الأهمَّ لمن أراد حفظ هذه الأسانيد، وجعلت تحتها خطاً، وفي هذا القسم أربعون إسناداً، أي ربع العدد، وغالبها رباعيُّ السَّند

٢. قسم مشهور، تدور عليه أحاديث كثيرة، دون القسم الأول، وعدد ما فيه مائة وعشرون إسناداً.

ووضعت بالحاشية ترجمة موجزة لكل راوٍ في أول موضع يرد فيه من التَّقريب لابن حجر (١).

وفي حفظ هذه الأسانيد فوائد جمَّة، يدركها أهل الحديث خاصَّة، ومن أهمها: -

١. سهولة حفظ أسانيد الأحاديث التي وردت بها.

٢. القدرة على الحكم على أحاديث وردت بهذه الأسانيد بسهولة نسبيَّة.


(١) طبع دار العاصمة.

<<  <   >  >>