كتاب الجامع في العلل والفوائد

ثالثا: العلل المشتركة - النوع الخامس: زيادة رجل في أحد الأسانيد - ج: 4 - ص: 130

مجيداً، فَقَالَ: «ولَمْ يقدح هَذَا الاختلاف عن الشيخين في صحة الْحَدِيْث؛ فإنَّه كيفما دار يدور على ثقة، ويحتمل أنْ يكون عبد الرحمان وقع له فيه ما وقع لبكير بن الأشج (١) في تحديث عبد الرحمان بن جابر لسليمان بحضرة بكير؛ ثم تحديث سليمان بكيراً به عن عبد الرحمان، أو أنَّ عبد الرحمان سمع أبا بردة لما حدّث به أباه، وثبته فيه أبوه، فحدّث به تارة بواسطة أبيه وتارة بغير واسطة … وقد اتفق الشيخان على تصحيحه، وهما العمدة في التصحيح» (٢). فهذان الطريقان مثال جيد للمزيد في متصل الأسانيد وقد صُحح الإسنادان كليهما فالطريق العالي صححه البخاري والترمذي والدارقطني، والنازل صححه البخاري، ومسلم، وأبو حاتم، والدارقطني لذلك لا عبرة بمن خالفهم. وتكون هذه الطرق صحيحة ليست فقط لأنها دارت عن ثقات وإنما لظهور أنَّ الراوي سمع من الاثنين.

وللحديث شواهد فقد أخرجه عبد الرزاق (٣)، و البخاري (٤)، والنسائي (٥) من طريق مسلم بن أبي مريم (٦)، عن عبد الرحمان بن جابر (٧)، عمن سمع النبيَّ ﷺ … الحديث.

وقد أخرجه الحارث (٨) بن أبي

---

(١) هُوَ أبو عَبْد الله بكير بن عَبْد الله الأشج المدني، مولى بني مخزوم: ثقة، توفي سنة (١٢٠ هـ)، وَقِيْلَ: (١١٧ هـ)، وَقِيْلَ: (١٢٢ هـ).
انظر:"الثقات" ٦/ ١٠٥، و"تهذيب الكمال" ١/ ٣٧٨ و ٣٧٩ (٧٥٢)، و"التقريب" (٧٦٠).
(٢) " فتح الباري " ١٢/ ٢١٩ عقيب (٦٨٥٣).
(٣) في " المصنف " (١٣٦٧٧).
(٤) في " صحيحه " ٨/ ٢١٥ (٦٨٤٩).
(٥) في " الكبرى " (٧٢٩٢) ط. الرسالة وقال محققها: «زدناه من التحفة».
(٦) مُسْلِم بن أبي مريم، واسم أبي مريم: يسار، المدني، مولى الأنصار: ثقة.

انظر: " التاريخ الكبير " ٧/ ١٤٩ (١١٥٥)، و" تهذيب الكمال " ٧/ ١٠٥ (٦٥٣٧)، … و" التقريب " (٦٦٤٧).
(٧) هُوَ أبو عتيق المدني عَبْد الرحمان بن جابر بن عَبْد الله الأنصاري السلمي: ثقة.
انظر: "الثقات" ٥/ ٧٧، و" تهذيب الكمال " ٤/ ٣٨٣ (٣٧٦٨)، و" التقريب " (٣٨٢٥).
(٨) هُوَ أبو مُحَمَّد الحارث بن أَبِي أسامة، واسم أبي أسامة: داهر، التميمي مولاهم البغدادي صاحب "المسند"، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: صدوق، ولد سنة (١٨٦ هـ)، وتوفي سنة (٢٨٢ هـ).
انظر: " المنتظم " ٧/ ٢٨٢ - ٢٨٣، و" سير أعلام النبلاء " ١٣/ ٣٨٨ و ٣٨٩ و ٣٩٠،
و" تذكرة الحفاظ " ٢/ ٦١٩ - ٦٢٠.