للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "مَثَلُ أُمَّتِي كَمثلِ ماءٍ أنزلهُ اللهُ منَ السماء، لا يُدرى البركةُ في أولها أو في آخرها".

هذا إسناد شاذ؛ لأنَّ إبراهيم بن حمزة الزبيري، وإن كان صدوقًا (١)، فإنَّه خالف من هو أوثق منه، فقد خالف الحسن بن موسى وهو ثقة (٢)، الذي روى الحديث عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد ويونس، عن الحسن مرسلًا، كما تقدم، فرواية الحسن بن موسى هي الأصح، ورواية إبراهيم شاذةٌ.

وقد توبع إبراهيم بن حمزة الزبيري على الرواية الموصولة متابعة نازلة، ولكن لا يفرح بهذه المتابعات؛ لأنها ضعيفة، إذ تابعه حماد بن يحيى الأبح.

فأخرجه: الطيالسي (٢٠٢٣)، وأحمد ٣/ ١٣٠ و ١٤٣ وكما في "الجامع في العلل" ٢/ ٢٠٧ (١٩٢٢)، والترمذي (٢٨٦٩)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" ١/ ٣٠٩ - ٣١٠، والخلّال في علله كما في "المنتخب" (١٢) والرامهرمزي في "المحدِّث الفاصل" (٢٧٣)، وابن عدي في "الكامل" ٣/ ٢٣، وأبو الشيخ في "الأمثال" (٣٣٠)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٣٥٢)، والبيهقي في "الزهد" (٣٩٨) من طرق عن حماد بن يحيى الأبح، عن ثابت، عن أنس قال الترمذي عقبه: "وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".

وهذا الإسناد لا يصح إذ قال الإمام أحمد في "العلل" بعده: "هو خطأ إنما يروى هذا الحديث، عن الحسن"، وقال ابن رجب في "شرح العلل للترمذي" ٢/ ٥٠١ ط. عتر و ٢/ ٦٩٢ ط. همام: "حماد بن يحيى الأبح له أوهام عن ثابت منها حديثه عن أنس مرفوعًا: "مثل أمتي مثلُ المطرِ" والصواب: عن ثابت، عن الحسن مرسلًا".


حمزة الزبيري في " الضعفاء الكبير " للعقيلي ٢/ ٢٩٧، والطبراني في " الأوسط" (٨١١) ط. الحرمين، والرامهرمزي في "الأمثال" (١٢٥) ولعله يكون هو، والله أعلم. والموجود في كتاب " الأمثال " ربما تحرف الزبيري فيه إلى أنس. والذي يقوي اعتقادي هذا أنَّ الكتاب مليءٌ بالتصحيفات والتحريفات، فقد وقفتُ في صفحة واحدة فقط على ثلاثة أخطاء في ثلاثة أحاديث متتالية.
(١) " التقريب " (١٦٨).
(٢) " التقريب " (١٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>