منهم ثم توجهوا لبردداره فاختفى أيضا وأنكروا فعلهما ثم توجهوا للشريف وعادوا لجدة فوجدوه في الساحل فيما يقال فطلبوه يتوجه معهم للشريف فامتنع إلا أن يجيء ابنه علي ويتوجه معه فجاؤا وتوجهوا جميعا للشريف وأظن ذلك في يوم الخميس وكان الشريف قد أرسل له وعرفه أن هذا الفعل الذي يفعله ما هو عماد، وأن الناس تضرروا من التحجير ويقال أنه قال له امش مليح وإلا توجه لمكة وإلا عود من مكان جئت وهذا بعيد والله أعلم.
ولما اجتمعوا بالشريف أذعن وأمر بتنجيل اليماني (١) في فرضة الشريف وغير ذلك، ثم بعد صلاة الجمعة اجتمع نائب جدة والباش والقضاة عند الشريفين بركات وقايتباي ووقع الصفا بين نائب جدة والباش واصلح بينهما الشريف ووقع بينهم كلام ثم ألبس الشريف بركات نائب جدة والباش سلاريين كان السلطان أرسلهما له وافترق كل منهم إلى محله بعد أن أعطى نائب جدة/للشريف بركات جوخه كان لابسها فأعطاها لعرار بن عجل النموي قاصدهما، ومشى نائب جدة والباش والقضاة وأرسل لهما طعاما لمحلهما وعزم عليهما ثاني يوم عنده لجدة فتوجهوا إليه صبيحة السبت بعد أن طلبهم فتغدوا عنده وفرجهم على عمارته التي عنده في بيت نائب جدة في الفرضة فيقال أنها فوق الوصف، ويقال: أنه توعد الشافعي والناس وأنه ما يترك لا قوي ولا ضعيف وأن كل أحد يعين السلطان على قدر حاله والله يكفي المسلمين شره، وعشى قاضي جدة القضاة والباش بأسماك وغيرها وتوجه الباش آخر نهار السبت لمكة ووصلها ضحى يومها، وسافر القضاة ليلة الأحد ووصلوا لمكة ليلة الاثنين ثامن عشر الشهر فهرع الناس للسلام عليه وعليهم.
(١) يقصد بها المراكب التجارية اليمنية التي تأتي من اليمن عن طريق ميناء عدن.