للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لجدة ثم جاء من النائب يوم الأربعاء كتابان للباش وللقاضي الشافعي، وفي الثاني أنك تتوجه أنت والقضاة الحنفي والمالكي والحنبلي، والباش، والتجار، والخواجا محمد سلطان، والشمس الحموي، والجلال القرشي، وعبد الرزاق العبياتي صهر بن راحات، وكان الجلال القرشي سحب من أيام إلى بجيلة ظنا لما كثر الخباط (١) وطلب منه بعض الترك قرضا فأرضاهم باعطاء وتوجه مختفيا (٢).

وفي أول ليلة السبت ثامن الشهر توجه القضاة الأربعة والباش وبعض أتراك وبعض تجار منهم الشمس الحموي إلى جدة ثم سمعنا أنهم توجهوا إلى الشريف بركات للوادي إلا الحموي فتوجه لجدة ويقال: أن ذلك بطلب من الشريف وأن أخاه/السيد قايتباي عاد من جدة إلى أخيه ليلة الجمعة وأنه وجد نائب جدة يذكر القضاة ويريد التشوش عليهم والله أعلم، وكاتب الشريف بركات والباش نائب جدة فرد ورقة الباش.

وفي يومها حكم القاضي بهاء الدين بن القاضي أبي السعود بمكة نيابة عن أخيه لما سافر.

وفي فجر يوم الأحد أو بعيده بيسير تاسع الشهر ولد الولد محمد أبو البقا بن الشريف صاحبنا إمام الحنفية شهاب الدين أحمد بن محمد البخاري الأصل المكي، أمه فاطمة بنت عبد اللطيف السمسار بجدة (٣)، كان مختومه وترك ورقة الشريف عنده إلى


(١) يبدو أن المقصود بالخباط هنا أي كثرة الكلام.
(٢) يشير المصنف إلى بعض الأحداث التي حدثت في هذه السنة (٩١٢ هـ/ ١٥٠٦ م) وهي تدل على مدى تدهور الأمن والأمان في المجتمع فنتيجة لإختناق الناس بالأزمة المالية كان المماليك يلجئون إلى حيل متعددة لسلب أموال التجار، ومنها أنهم يستدينون من التجار كثيرا من الأموال ويوهمونهم بالسداد مع أن التجار كانوا يوقنون بضياع أموالهم، ونتيجة لذلك كان كبار التجار يهربون منهم إلى مناطق القبائل.
(٣) هكذا في الأصول، وهناك سقط واضح في الكلام.