للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخواص بقاعته، وأضاف القاضي ناظر الخواص صاحب مكة وأحسن لكثير من الفقراء، وللخطيب محب الدين بستة أشرفية ولقريبه عبد الرحمن بأربعة، وللأئمة الشافعية بأثنى عشر، والحنفية بأربعة، والمالكية، والحنابلة كذلك لكون كل وظيفة لأثنين والشافعية ونوالهم (١) ستة، [ولشيخ] (٢) الكعبة، [ولخدام] (٣) الدرجة كل واحد أشرفي وللفراشين كل واحد بأشرفي أشرفي، وللمؤذنين كل مأذنة وفرق على [مملوكه] (٤) بمكة بعد ظهر الجمعة برأس سكر، ولم يفرق على الفقهاء شيء (٥).

وفي يوم الثلاثاء حادي عشري الشهر أرسل ناظر الخواص لشيخ الكعبة الشيخ جمال الدين محمد بن عمر الشيبي أن يحضر بمفتاح الكعبة ليغسل فحضر بالمفتاح وأحضر القاضي ناظر الخواص طبق طيب وقدر ماء ورد فغسلت الكعبة (٦) وصار ناظر الخواص بعد الفراغ يأخذ الماء والطيب ويرمي به على الباش، ثم بعد ذلك صدق على الفقراء وغيرهم. وفي ثاني تاريخه أصرف على عمال يعملون في عين مكة كل عشرة


(١) أي أعطاهم.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "والشيخ" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "ولخدم" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "مملوك" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) كان من أهم مصادر الدخل لبعض الفئات في مكة (الصدقات) التي كان يجود بها المحسنون عندما يأتون لمكة في الحج أو الزيارة. انظر: الفاسي: العقد الثمين ١/ ١٩٣. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ٩٠، ١٣٠. العز ابن فهد: بلوغ القرى، ورقة ١٦٩ أ، ٢٢٩ أ.
(٦) من التقاليد المرعية غسل الكعبة المشرفة، وذلك بعد أن بنيت بالطين وسقفت وجعل الباب عليها، فكان لا بد من تنظيفها كما تنظف البيوت، وهو تقليد متبع منذ عهد الرسول من يوم الفتح، وجرت العادة بغسل الكعبة من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا وهي تغسل في العام مرتين بماء زمزم ثم تعطر وتبخر، وغالبا يكون ذلك بحضور ولاة الأمر وسدنة الكعبة من آل الشيبي. انظر: الكردي: التاريخ القويم ٥/ ٤٥ - ٤٧.