للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورجعنا في يومنا إلى قرية الطائف.

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر الشهر قرأ الولد علي وعلى قاضي القضاة نور الدين بسكننا بقرية الطائف كتاب بهجة المهج في بعض فضائل الطائف ووج جمع الإمام الخطيب أبي العباس أحمد بن علي بن أبي بكر الميورقي الأندلسي الطائفي وسمعه الأولاد الثلاثة، والسيد البخاري شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي.

وفي ضحوة ثاني تاريخه [نفرنا] (١) من الطائف قاصدين مكة وسرنا إلى قرب المغرب فنزلنا بالدار البيضاء (٢) ورحلنا منها في أثناء الليل إلى أن وصلنا السيل ضحى وسرنا منه بين الصلاتين إلى بعد العشاء، ونزلنا بمكان يقال له المجتمع فبتنا به إلى نحو نصف الليل ثم سافرنا منه إلى أن وصلنا المضيق (٣) فنزلنا بقرية التنضب (٤) من وادي


(١) وردت الكلمة في الأصل "افرنا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) الدار البيضاء: قرية ومزارع في وادي المحرم على جانبي الوادي حدر مزارع المشابيخ وقريتهم، وهي ضيعة كبيرة ومزارع كثيرة تكاد تكون أعظم مزارع على وادي المحرم، وقريتها أكبر قرية في الوادي، وأهلها حسب عرف قبيلة النمور يعدون ربع القبيلة لكثرتهم وهم عدة أفخاد من النمور، ويوجد بها عين تعرف بعين الدار البيضاء، وهي كثيرة الانقطاع. انظر: محمد بن سرور: العيون في الحجاز وبعض من أوديته، ص ٤٥.
(٣) المضيق: عين في مضيق وادي نخلة الشامية، كانت تعرف باسم البردان، وهي اليوم عين ثرية تسقى على جانبي الوادي يملكها الأشراف الحرث، وقد نسب وادي نخلة إليها فسمي وادي المضيق ويسمى أيضا وادي الليمون لكثرة ما كان فيها من أشجار الليم والليمون المعروف (بنزهير). انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٨/ ١٨٠. محمد بن سرور: العيون في الحجاز وبعض من أوديته، ص ٧٢ - ٧٤.
(٤) التنضب: بالفتح ثم السكون، وضم الضاد المعجمة: وهي قرية من أعمال مكة بأعلى نخلة، وقيل أنها بعد اجتماع النخلتين، فيها عين جارية، وهي لبني مسعود من هذيل والأشراف وبني عيمر من هذيل. انظر: محمد بن سرور: العيون في الحجاز وبعض من أوديته، ص ١٣٥. البلادي: معجم معالم الحجاز ٢/ ٤٣.