للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الحي بالمسجد الحرام، وكان العاقد القاضي الشافعي، وحضر القضاة، والفقهاء، وكثير من الناس.

وفي يوم الجمعة بعد صلاتها سابع عشر الشهر، شرع في عمل فازة لبنت قاضي القضاة الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، كفاه الله مهماته ببيت السيد الشريف صاحب مكة جمال الدين محمد بن بركات، الذي فيه القاعة الكبيرة قبالة رباط والده (١)، وكان ذلك بحضور القاضي المذكور، وهرع الناس من القضاة والفقهاء، والتجار للسلام عليه بسبب ذلك، فجلسوا على دكك أعدت لهم، ومد لكل جماعة معمول (٢) وانصرفوا.

وفي ليلة [السبت] (٣)، حضر بالفازة القاضي الشافعي، وبعض جماعته، وكثير من التجار، ولعب المطربون بحضرتهم، وحصل بعض ذهب لصق وفي صبيحتها، كمل عمل الفازة، وحضر الناس أيضا حتى الباش والمماليك السلطانية، ومد لهم المعمول أيضا ومعه الحلاوة السكرية (٤).


(١) رباط بركات: يقع في أسفل مكة أنشأه بأول إجياد، واشترط أن يسكنه الفقراء. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٩.
(٢) معمول: الشراب الذي فيه اللبن والعسل والثلج. ابن منظور: لسان العرب ١١/ ٤٧٨. وقد يكون المعمول مخبوز من القمح والتمر والسمن. محمد عمر رفيع: مكة في القرن الرابع عشر الهجري، ص ٦١.
(٣) وردت في الأصل "ليلت" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٤) الحلاوة السكرية: الحلاوة هي كل ما عولج من الطعام بسكر أو عسل والحلوى السكرية: هي خليط من الزيت والسكر المدقوق وفتات الخبز وبياض البيض يحرك على النار حتى ينعقد ويبرد ويذر عليه سحيق السكر. ابن سيدة: المخصص ٥/ ٢٠. ابن رزين التجيي: فضالة الخوان في طيبات الطعام والألوان ص ٢٦٤. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١٩٥.