للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والباش وأنهم مقربون منا وإن تلبسوا كلمتهم والثناء على الآخرين كثيرا، وكتب للشريف وولده قايتباي ولبس الأربعة الخلع. وكذا المحتسب، وتشويش الباش لجلوس الشريف هزاع بل وأخوه فوقه وذكر أن القارئ لم يعلن بقراءة مرسومه، بل أخفى قراءته وقراءة أخوه قايتباي، ولما جاء القاريء وهو النور الحناوي للسلام عليه مع قاضي القضاة الشافعي ومن بخدمته من القضاة والفقهاء وذهبوا، طلب الحناوي وأظهر له [التغيظ] (١) مما ذكر وظن به الإيقاع فيه، ولكن سلمه الله وذهب الشريف وجماعته من يومه.

وفي هذا اليوم بحارة قريش أمام دار الزوج (٢).

وفي يوم الأحد ثانيه، كانت زفة الصبغ من بيت والد العروس الذي عند باب السدة إلى البيت الذي فيه العرس بيت قاضي القضاة البرهاني بحارة قريش بالمغاني، والطبل، والزمر وغير ذلك، وكان جملة المعاشر (٣) مائة واثنين وحمول البطيخ والخضر تسعة وعشرين. وفي يوم الإثنين، سادس الشهر، خرجت المؤذنتان لدعوة النساء وأخر اللصق عليهما للدعوة الثانية.

وفي هذا اليوم، زف النقطيان نقطيهما وعلقا بالمسعى وغيره.

وفي ليلة الثلاثاء، سابع الشهر، كانت الزفة التي تسمى الغمرة من المدرسة الجمالية إلى الفازة، ولم يمش فيها القضاة ومشى فيها غالب الفقهاء والتجار، وحصل اللصق الذي يسمى للمغاني، يقال: إنه نحو الستين دينارا وفيه نحو الخمسة عشر زغل


(١) وردت في الأصول "التغيض" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) يبدو أن هذه العبارة فيها سقط، لأنها غير مستقيمة المعنى.
(٣) والمعاشر هي الصواني مصنوعة بعدة أشكال ومن خامات مختلفة يوضع فيها الطعام وخلافه. محمد عمر رفيع: مكة في القرن الرابع عشر، ص ٩٠.