للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلوس إلى ملبس إلى خوارج، فتأثر القاضي من ذلك لقلته وللزغل الذي فيه، ويقال:

إنهم عرفوا فاعلي ذلك والله أعلم، وحصل لهم من النساء محلقات، وسيب النفط والناس مشاة، وكان منه قيل وسبع وكثرة النفط لم تعهد كهذه الليلة، وكان الناس من المتفرجين كثيرا جدا، وكان منهم قاضيا القضاة الشافعي والمالكي والخطيب، كانوا بسبيل السلطان الذي عند مدرسته، وكان بعض الفقهاء والتجار يحضرون كل ليلة بالفازة وحصل في بعض الليالي لصق نحو المائة دينار، على إمرأة مصرية تغني وهي [مطربة] (١) [بسبعة] (٢) أشرفيه، وكان المنشدون وبعض محايلين.

وفي يوم الجمعة، عاشر الشهر، مات الشيخ بدر الدين حسن (٣) المرجاني محمد أبي بكر، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة، ودفن من يومه بالمعلاة عند سلفه.

وفي ليلة السبت، حادي عشر الشهر، كان الجمع في الفازة حافلا ويسمونه الشراع، وأشرع فيها تنور وطبقان وبزاقان (٤) كثيرة، وحضر القضاة، والخطيب، والفقهاء، والتجار، ولم يكن منديل ولا لصق، وترسل جماعة إلى قاضي القضاة الشافعي بكل وجه أن يفعل ذلك، فلم يوافق بل أغلظ لبعضهم، ثم أخرج المواجب فكان فيهم المنصف والمقارب لما يعهدون من مكارم أخلاقه ولا يعذرون لأنه لم يقطع لصق والله يسدده آمين.


(١) وردت في الأصول "طربة" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "سبعة" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) حسن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف البدر بن النجم الأنصاري المكي ويعرف بالمرجاني الشافعي ويسمى أيضا محمدا ولكنه اشتهر بحسن، ولد في مستهل ربيع الأول سنة ٨٢٤ هـ بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ١٢٢.
(٤) البزق: آلة موسيقية، هي نوع صغير من الطنبور، تشبه العود. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٥٤.