مولانا نجم الدين الكلبركوي
الشيخ الفاضل العلامة نجم الدين الحنفي الكلبركوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
والعربية، كان مفتياً في معسكر السلطان أحمد شاه البهمني ومقرباً لديه وكان ذا جرأة
ونجدة لا تمنعه المهابة عن قول الحق. ومن ذلك إنه لما خرج أحمد شاه المذكور إلى مندو
يقصدها وعزم أن يغزو هوشنك شاه تقدم إليه ومنعه عن تلك العزيمة، وكان السلطان قد
قارب هوشنك شاه وكاد أن تنشب الحرب بينهما فامتنع السلطان عن القتال ورجع إلى
بلاده فتعقبه هوشنك شاه ودخل في أرضه فاضطر أحمد شاه إلى دفاعه، كما في تاريخ
فرشته.
نصير خان الفاروقي
الأمير الكبير نصير بن ملك راجه بن خان جهان بن علي بن عثمان بن شمعون بن
الأشعث بن الإسكندر بن طلحة بن دانيال بن الأشعث بن أرميا ابن إبراهيم بن الأدهم
العمري البلخي ثم الهندي الخانديسي أحد ملوك الهند، قام بالملك في أرض خانديس بعد
والده سنة إحدى وثمانمائة وافتتح أمره بالعقل والدهاء وفتح قلعة أسير أحسن قلاع الهند
وأمنعها كانت على قلة الجبل في خانديس، ومصر مدينة كبيرة على نهر تبتي وسماها
برهانبور على اسم الشيخ برهان الدين محمد الهانسوي، وبلدة ما وراء ذلك النهر سماها
زين آباد باسم شيخه زين الدين داود الشيرازي واستقل بالملك أربعين سنة وبضعة أشهر.
وكان ملكاً عادلاً شجاعاً فاتكاً صاحب عقل ودين، وأما نسبته إلى الشيخ إبراهيم بن
أدهم الولي المشهور فهي مما لا يعرفها النسابون ولا يصححونها كما صرحت بذلك في غير
هذا الموضع، وإني سردتها كما وجدتها في كتب الأخبار، توفي لثلاث خلون من ربيع الأول
سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.
القاضي نصير الدين الجونبوري
الشيخ الفاضل العلامة نصير الدين الدهلوي ثم الجونبوري أحد العلماء المبرزين في النحو
والعربية والفقه والأصول، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم على القاضي عبد
المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي، وكان القاضي يحبه حباً مفرطاً ويعلمه بغاية
الرأفة، ثم لما فرغ من البحث والاشتغال درس وأفاد بدهلي زماناً طويلاً، وانتقل منها إلى
جونبور في الفتنة التيمورية فولي القضاء بها فاستقل به مدة، ثم اعتزل عن الناس وترك
الخدمة ولزم الانزواء في حجرته وانقطع إلى الزهد والعبادة.
قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن أصحابه كانوا
يستمسكون بالسلاسل في بابه لئلا يسقطوا على الأرض مما بهم من الجوع، وقال: إن القاضي
شهاب الدين الدولة آبادي لما صنف الإرشاد في النحو بعثه إليه وسأله أن يدرسه ليقبله
الناس ويضعوه في قائمة الدرس فاستحسن ذلك الكتاب وأجابه أنه لا يحتاج إلى تدريسه
ولعل استحسانه ذلك الكتاب كان سداً لباب البحث والنزاع، انتهى، وكانت وفاته في ثالث
صفر سنة سبع عشرة وثمانمائة بمدينة جونبور فدفن بها في باب حجرته، كما في تجلى نور.
الشيخ نصير بن الجمال الكجراتي
الشيخ العالم الصالح نصير الدين بن جمال الدين بن ظهير الدين بن أحمد بن الحسين بن
الجمال أحمد بن شهاب الدين عمر الصديقي السهروردي ثم الهندي الكجراتي النوساروي
أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، ولد ونشأ بأرض كجرات وأخذ الطريقة عن الشيخ
شرف الدين الأساولي الكجراتي عن الشيخ نظام الدين عن الشيخ علي الرفاعي عن ركن
الدين الرفاعي عن شمس الدين عن قطب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم عن أخيه
شمس الدين محمد عن عمه محيي الدين إبراهيم بن علي الأعزب عن عمه مهذب الدين
عبد الرحيم عن أخيه سيف الدين علي بن عثمان البطائحي عن السيد أحمد الكبير
القطب الرفاعي، مات في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب.