فقال له عمر: صدقت يا أبا ثور! وقد هدم الإسلام ذلك كله، أقسمت عليك لما جلست، فجلس وأنشد أبو علي بعد هذا بيتا للأعشى قد تقدم إنشاده ومضى القول فيه.
وأنشد أبو علي:
إذا شرب المرضة قال أوكي ... على ما في سقائك قد روينا
ع هو لابن أحمر، وقبله:
ولا تصلي! بمطروق إذا ما ... سرى في القوم أصبح مستكينا
إذا شرب المرضة.
يلوم ولا يلام ولا يبالي ... أغثاً كان لحمك أم سمينا؟
لأ: لا تصلي ولا تبلي بمعنى واحد، ويروى: فلا تحلى، وهي كلها بمعنى، وروي ابن دريد فلا تصلي أي لا تتصلي. ويقال رجل مطروق: إذا كان ضعيفا مسترخياً، وفيه طريقة. وقوله يلوم ولا يلام: يقول هو يلومك لسوء خلقه وضيقه، وليس من يلومه عاذل على سوء ما يأتيه هو أهلك من ذلك، كما قال النابغة الجعدي:
دع عنك قوما لا عتاب عليهم
ومن أمثال العرب: إنما يعاتب الأديم ذو البشرة وقوله: ولا يبالي أغثا كان لحمك أم سمينا يقول: لا يبالي على أي حاليك كنت من شدة أو رخاء؟