للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٩٥ - وفي التاسع من جمادى الأولى توفي الشيخ الأجل الأصيل أبو محمد عبد اللطيف ابن الإمام قدوة العارفين أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، هذا يلقب عمويه، السهروردي الأصل البغدادي المولد الفقيه الشافعي الصوفي بإربل، ودفن لوقته بمقبرة الصوفية.

ومولده في الثاني عشر من رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.

تفقه على أبيه، وعلى غيره. ولقي بخراسان جماعة من العلماء. وسمع ببغداد من القاضي أبي القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ، والقاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي غالب محمد بن علي ابن الداية، وأبي المظفر عبد الملك بن علي الهمذاني وغيرهم. وقد قيل: إن غالب سماعه منهم بالحضور. وسمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى.

⦗٢٧٧⦘

وحدث بالعراق، وإربل، والشام، والساحل، ومصر، ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من دمشق في شهر ربيع الأول سنة ثمان وست مئة.

وكان خرج من بغداد في صباه إلى خراسان ثم عاد إلى بغداد وخرج منها واتصل بالملك الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن أيوب -رضي الله عنه- وولاه قضاء كل بلد افتتحه من بلاد الفرنج، وكان يستنيب في كل موضع نائبا، وعاد إلى إربل وسكنها إلى حين وفاته.

وكان له أخ أكبر منه اسمه عبد الرحيم وكنيته أبو الرضى. خرج له جزءا من سماعه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري فحدث به عبد اللطيف هذا بإربل ولا يحتمل سنه السماع من القاضي أبي بكر فإن القاضي أبا بكر توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، ولعبد اللطيف هذا من العمر سنة واحدة. وقد كان لعبد اللطيف هذا إجازة صحيحة من القاضي أبي بكر فلعله حدث به عنه بالإجازة والله عز وجل أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>