وقال النووي: "أمَّا حديث (تَمْكُثُ شَطْرَ دَهْرِهَا) فحديث باطل لا يعرف، وإنما ثبت في الصحيحين (تَمْكُثُ اللَّيَالِيَ لَا تُصَلِّي)" (المجموع ٢/ ٣٧٧).
وقال في (خلاصة الأحكام ٥٩٧): "باطل لا أصل له" (١).
ولهذا ذكره ابن عبد الهادي في جملةٍ ((منَ الأحاديث مما يذكره بعض الفقهاء أو الأصوليين أو المحدثين محتجًا به أو غير محتج به مما ليس له إسناد، أو له إسناد ولا يحتج بمثله النقاد من أهل العلم))، كذا قال في (رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة ص ٢٢) ثم سرد جملة منها هذا الحديث، (ص ٢٣).
وقال الحافظ ابن رجب: "لا يصح، وقد طعن فيه ابن منده والبيهقي وغيرهما من الأئمة" (فتح الباري ٢/ ١٥١).
وقال ابن كثير: "لم أره في شيء من الكتب الستة ولا غيرها" (تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ص ٣١٠).
وقال في (إرشاد الفقيه ١/ ٧٧): "فأما حديث يلهجُ به كثير من الفقهاء في كتبهم للدلالة على أن أكثر الحيض وأقل الطهر خمسة عشر يومًا، أنه عليه السلام قال للنساء:((تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ شَطْرَ دَهرِهَا لَا تُصَلِّي))، فلا أصل له في كتب الحديث ولا غيرها، قاله غير واحد من الحفاظ".
وقال ابن الملقن: "هذا الحديث بهذا اللفظ غريب جدًّا، وقد نص غير
(١) وتحرف الحديث في مطبوع (الخلاصة) إلى: ((تمكث تنتظر دهرها))، والذي في كل المصادر ((شطر)) بدل ((تنتظر)).