بالمدينة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا ولا صحبه، وإنما ذكرناه لإدراكه النبي صلى الله عليه وسلم بمولده، وهو شرطنا)) (الاستيعاب ١/ ٨٢).
وقال العلائي: ((ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة، وما رُوِيَ عنه فهو مرسل)) (جامع التحصيل ٣٠).
وقال ابن كثير: ((روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، في الحقيقة مرسلة، لكنه عن أبيه)) (جامع المسانيد ١/ ٢٦٢).
وقال ابن حجر: ((وقال ابن أبي داود: ((صحب النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه، وأنكر ذلك عليه ابن منده وقال: قول البخاري أصحُّ)) (الإصابة ١/ ٣٥٣).
وقال أبو منصور الباوردي: ((مختلف في صحبته إلَّا أنَّه ولد في عهده وهو ممن يعدُّ في الصحابة الذين روى عنهم الزُّهري)) (تهذيب التهذيب ١/ ٢٦٤).
قلنا: من ذكره في الصحابة، فلشرف رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم وإدراكه له. وهذا القدر كاف في إثبات الصحبة عند جمهور المحققين، كأحمد والبخاري وغيرهما.
وأما من نفى عنه الصحبة وعدَّه من التابعين، فعلى مذهبهم في اشتراط قدرًا من الملازمة.
والفريقات متفقان على أنَّ مرواياته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة؛ لأنه لم يسمع منه صلى الله عليه وسلم شيئًا.
ولكن السؤال المهم هنا: إذا أثبتنا له الصحبة على المعتمد من قول الجمهور، هل يكون مرسله حجة كمراسيل بقية الصحابة؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute