للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فهذه الرواية ظاهرة الدلالة على أنَّ تعيين الآية ليس من قول جابر.

وإسحاق بن إبراهيم المذكور في الإسناد هو ابن أبي إسرائيل، وهو ثقة حافظ، وإنما تُكلِّمَ فيه لوقفه في القرآن، وكان ذلك منه تورعًا كما قاله الذهبي في (السير ١١/ ٤٧٦، ٤٧٧).

فأما ما رواه الطحاوي في (المشكل ٥٢٢٩) عن أحمد بن الحسن الكوفي، عن سفيان به، وفيه: ((حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ)) قال: ((فَكَانَ لَهُ سَبْعُ أَخَوَاتٍ، ولم يَكُنْ لَهُ وَالِدٌ، وَلَا وَلَدٌ) فقالوا: ((أَيُّهَا هَذِه الْآيَةُ؟ ) فقال: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخر الآية، وقال محمد بن المنكدر: قال جابر: ((فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ)).

فأحمد بن الحسن الكوفي قال فيه الدارقطني وغيره: ((متروك) وقال ابن حبان: ((كذَّاب)) (الميزان ١/ ٩٠)، ولذا قال الذهبي: ((متروك، متهم)) (ديوان الضعفاء ١٩).

هذا وقد رُوِيَ عن ابن عُيَينَة تعيين الآية بآية أخرى:

فرواه أبو يعلى (٢٠١٨) عن إسحاق - هو ابن أبي إسرائيل -، عن سفيان، به، وفيه: ((حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ المِيرَاثِ، يَعْنِي قَوْلَهُ: {يوصيكم الله في أولادكم} [النساء: ١١])).

وقوله: ((يعني)) يدل على أنَّ التعيين ليس من قبل جابر أيضًا، ولعلَّه هنا من أبي يعلى نفسه، فقد سبقت رواية إسحاق بن أبي إسرائيل، وفيها: ((حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ) يَرَوْنَهَا: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة})) وهذا هو الموافق لما ذكره عامة الرواة عن سفيان سواء بالإدراج أو بدونه، ولكن ذكر ابن حجر أنَّ الإسماعيلي أخرجه من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل عنه