للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال في آخره: حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ المِيرَاثِ {يوصيكم الله في أولادكم})) (الفتح ٨/ ٢٤٤)، فإِنْ كان الإسماعيلي رواه من طريق أبي يعلى، فالأمر كما قلنا، وإلا فهو اختلاف على إسحاق.

وقد رواه الترمذي (٣٢٥٨) عن عبد بن حميد، عن يحيى بن آدم، عن ابن عُيَينَة، عن ابن المنكدر، عن جابر: ((مَرِضْتُ, فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَلَمَّا أَفَقْتُ، قُلْتُ: كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ فَسَكَتَ عَنِّي, حَتَّى نَزَلَتْ: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} [النساء: ١١])).

هكذا بدون ذكر قصة الوضوء، قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح))، وكذلك قال عقب رواية الفضل بن الصباح، عن ابن عُيَينَة، رغم اختلافهما في تعيين الآية! .

وابن حميد، ويحيى بن آدم ثقتان حافظان، ولكن هذا التعيين غريب عن ابن عُيَينَة، وسنبين فيما بعد أنه أيضًا غير مناسب لقصة جابر بالمرة.

وقد رُوِيَ عن ابن عُيَينَة بالجمع بين الآيتين! :

فرواه ابن ماجه (٢٧٣٧) عن هشام بن عمار، عن سفيان به، وفيه: ((حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ المِيرَاثِ فِي آخِرِ النِّسَاءِ: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً} [النساء: ١٢] الْآيَةَ، و {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: ١٧٦] الْآيَةَ)).

كذا بالجمع بين الآيتين، وهو غريب أيضًا، لم يأت به سوى ابن عمار، وفي متنه إشكال، فإنه قال فيه: ((آيَةُ المِيرَاثِ فِي آخِرِ النِّسَاءِ ... )) ثم ذكر الآيتين، التي في أول السورة، والتي في آخرها، فذكر الأولى لا يستقيم مع قوله: ((آخر) وذكر الآيتين لا يستقيم مع قوله: ((آية) ولذا قال السندي: