للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والثاني: حديثه في قصة ابنتي سعد بن الربيع، فقال ابن كثير: ((والظاهر أن حديث جابر الأول إنما نزل بسببه الآية الأخيرة من هذه السورة كما سيأتي، فإنَّه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له بنات وإنما كان يورث كلالة، ولكن ذكرنا الحديث هاهنا تبعًا للبخاري رحمه الله فإنه ذكره هاهنا، والحديث الثاني عن جابر أشبه بنزول هذه الآية، والله أعلم)) (التفسير ٢/ ٢٢٥).

وخالف في ذلك ابن العربي المالكي عند شرحه لرواية عمرو بن أبي قيس عند الترمذي وفيها تعيين الآية بآية {يوصيكم}، فذكر الرواية المبهمة، ورواية من عيَّنَ الآية بـ {يستفتونك}، ثم قال: ((هذا تعارض لم يتفق بيانه إلى الآن، اللهم إلَّا أنَّ يكون معنى قوله: ((نَزَلَتْ آيَةُ الفَرَائِضِ)) صحيحًا، وقوله: (({قل الله يفتيكم في الكلالة})) وهم من الراوي، فإنها آخر آية نزلت)) (عارضة الأحوذي ٨/ ٢٤٨).

وقد تعرَّض ابن حجر لهذا الخلاف ورجَّح روايةَ ابن جُرَيجٍ، وله في ذلك كلام كثير، ألخصه هنا في نقاط:

١ - ((اختلف الرواة عن ابن المنكدر، فالأكثر أبهموا الآية، فممن أبهمها سفيان الثوري، وشعبة، وكشفها ابنُ جُرَيجٍ وابنُ عُيَينَةَ، فأما ابن عُيَينَة فقال: حتى نزلت {يستفتونك} الآية، وكلها في الصحيح، ورواية أحمد بن حنبل عن ابن عُيَينَة تشير إلى أنَّ تعيين الآية من جهة ابن عُيَينَة، وأنَّ آخر الحديث عنده كما عند الثوري وشعبة)) (العجاب في بيان الأسباب ٢/ ٨٤٢).

((ولمسلم من طريق شعبة عن ابن المنكدر قال في آخر هذا الحديث: ((فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ) فقلت لمحمد بن المنكدر: {يستفتونك قل الله يفتيكم