ولذا صَحَّحَهُ الحاكمُ في (المستدرك ١/ ١٤٩)، وابنُ القَطَّانِ في (بيان الوهم ٥/ ٢٢٠)، ومُغْلَطايُ في (شرح ابن ماجَهْ ١/ ٤١٨)، وابنُ المُلَقِّنِ في (البدر المنير ٢/ ١٨٨)، ورمزَ السُّيوطيُّ لصحته في (الجامع الصغير ٦٦٢٤)، وأقَرَّه المُناويُّ في (الفيض ٥/ ١١٥، ١١٦).
بينما قال الحافظُ:"رجالُهُ ثقاتٌ، إلا أنه معلولٌ"(التلخيص الحبير ١/ ١٥٠).
قلنا: يشيرُ إلى الاختلافِ الواقعِ في سندِهِ على محمدِ بنِ حربٍ:
فقد رواه الذُّهْليُّ في (علل حديث الزُّهْري) أيضًا -كما في (بيان الوهم ٥/ ٢٢٠)، و (شرح ابن ماجَهْ لمُغْلَطاي ١/ ٤١٨) -: عن يَزيدَ بنِ عبدِ ربِّه (ثقة من رجال مسلم)، عن محمدِ بنِ حربٍ، عن الزُّبَيديِّ، أنه بلغه عن أنسٍ، به.
قال الذهليُّ:"المحفوظُ عندنا حديث يزيدَ بنِ عبدِ ربِّه، وحديث الصفار واهٍ"(بيان الوهم والإيهام ٥/ ٢٢١).
وقد رَدَّ ذلك ابنُ القَطَّانِ فقال:"هذا الإسنادُ صحيحٌ، ولا يضره رواية من رواه عن محمدِ بنِ حربٍ عن الزُّبَيديِّ أنه بلغه عن أنسٍ [؛ فإنه ليس مَن لم يحفظْ حجةٌ على من حَفِظَ، فالصَّفَّارُ قد عيَّنَ شيخَ الزُّبَيديِّ بأنه الزُّهْريُّ، وحتى لو علمنا أن محمدَ بنَ حربٍ حدَّثَ به تارة فقال فيه: عن الزُّبَيديِّ بلغني عن أنسٍ، لم يضره ذلك؛ ] فقد يراجع كتابه فيعرف منه أن الذي حدَّثه به هو الزُّهْريُّ، فيُحدِّثُ به، فيأخذه عنه الصَّفَّارُ وغيرُه، وهذا الذي أشرتُ إليه هو الذي اعتَلَّ به عليه محمدُ بنُ يحيى الذُّهْليُّ حين ذكره"(بيان الوهم والإيهام ٥/ ٢٢٠)، والزيادةُ من (شرح ابن ماجَهْ لمُغْلَطاي ١/ ٤١٨).